خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً
٥١
-مريم

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذكر فى الكتاب موسى } قدم ذكره على اسماعيل لئلا ينفصل عن ذكر يعقوب { انه كان مخلصا } اخلصه الله من الادناس والنقائص ومما سواه وهو معنى الفتح الموافق للصديق فان اهل الاشارة قالوا ان الصادق والمخلص بالكسر من باب واحد وهو التخلص من شوائب الصفات النفسانية مطلقا والصديق والمخلص بالفتح من باب واحد وهو التخلص ايضا من شوائب الغيرية.
قال فى التأويلات النجمية اعلم ان الاخلاص فى العبودية مقام الاولياء فلا يكون ولى الا وهو مخلص ولا يكون كل مخلص نبيا ولا يكون رسولا الا وهو نبى ولا يكون كل نبى رسولا والمخلص بكسر اللام من اخلص نفسه فى العبودية بالتزكية عن الاوصاف النفسانية الحيوانية والمخلص بكسر الام من اخلصه الله بعد التزكية بالتحلية بالصفات الروحانية الربانية كما قال النبى عليه السلام
"من اخلص لله اربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه" وقال تعالى "الاخلاص سرّ بينى وبين عبدى لا يسعه فيه ملك مقرب ولا نبى مرسل انا الذى اتولى تحلية قلوب المخلصين بتجلى صفات جمالى وجلالى لهم" وفى الحقيقة لا تكون العبودية مقبولة الامن المخلصين لقوله تعالى { وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } ولا خلاص المخلصين مراتب ادناها ان تكون العبودية لله خالصة لا يكون لغير الله فيها شركة واوسطها ان يكون العبد مخلصا فى بذل الوجود لله الى الله واعلى درجة المخلصين ان يخلصهم من حبس وجودهم بان يفنيهم عنهم ويبقيهم بوجود { وكان رسولا نبيا } ارسله الله الى الخلق فانبأهم عنه ولذلك قدم رسولا مع كونه اخص واعلى.
يقول الفقير تأخير نبيا لاجل الفواصل.