خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً
١١١
-طه

روح البيان في تفسير القرآن

{ وعنت الوجوه للحى القيوم } يقال عنوت فيهم عنوا وعناه صرت اسيرا كعنيت وخضعت كما فى القاموس وانما قيل عنت دون تعنوا اشعار بتحقيق العنو وثبوته كما فى بحر العلوم. واللام فى الوجوه للجنس اشارة الى الوجوه كلها صالحة وعاصية او للعهد والمراد بها وجوه العصاة كقوله تعالى { سيئت وجوه الذين كفروا } وعبر عن المكلفين بالوجوه لان الخضوع فيها يتبين كما فى الكبير. والمعنى ذلت الوجوه يوم الحشر وخضعت للحى القيوم خضوع العناة اى الاسارى فى يد ملك قهار.
وفى التأويلات النجمية خضعت وتذللت وجوه المكونات لمكونها الحى الذى به حياة كل حى القيوم الذى به قيام كل شئ احتياجا واضطرارا واستسلاما.
وفى العرائس افهم يا صاحب العلم انه سبحانه ذكر الوجوه وفى العرف صاحب الوجه من كان وجيها من كل ذى وجاهة فالانبياء والمرسلون والاولياء والمقربون بالحقيقة هم اصحاب الوجوه وكيف انت بوجوه الحور العين ووجه كل ذى حسن فوجوه الجمهور مع حسنها وجلالها المستفاد من حسن الله وان كانوا جميعا مثل يوسف تلاشت وخرت وخضعت عند كشف نقاب وجهه الكريم وظهور جماله وجلاله القديم: قال المولى جامى

آهنك جمال جاودانى آرم حسنى كه نه دجاودان ازان بيزارم

وعن ابى امامة الباهلى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم "اطلبوا اسم الله الاعظم فى هذه السورة الثلاث البقرة وآل عمران وطه" قال الراوى والمشترك بينها { الله لا اله الا هو الحى القيوم } { وقد خاب من حمل } منهم { ظلما } خسر من اشرك بالله ولم يتب: يعنى [بى بهره ماند ونوميد كشت] قال الراغب الخيبة فوق المطلب.