خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا ٱلْكُبْرَىٰ
٢٣
-طه

روح البيان في تفسير القرآن

{ لنريك } اى فعلنا ما فعلنا من قلب العصا حية وجعل اليد بيضاء لنريك بهاتين الآيتين { من آياتنا الكبرى } اى بعض آياتنا الكبرى فكل من العصا واليد من الآيات الكبرى وهى تسع كما قال تعالى { ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات } وقد سبق بيانها ونظير الآية قوله تعالى فى حق نبينا عليه السلام { لقد رأى } اى محمد ليلة المعراج { من آيات ربه الكبرى } والفرق بين آيات موسى وآيات نبينا عليهما السلام ان آيات موسى عجائب الارض فقط وآيات نبينا عجائب السموات والارض كما لا يخفى هذا هو اللائح فى هذا المقام فاعرفه.
واعلم ان موسى عليه السلام ادخل يده فى جيبه فاخرجها بيضاء من غير سوء وهذا من كرامات اليد بعد التحقق بحقيقة الجود والكرم والسخاء والايثار فالجود عطاؤك ابتداء قبل السؤال والكرم عطاؤك ما انت محتاج اليه وبالعطاء صحت الخلة - روى - ان الله تعالى ارسل الى ابراهيم جبريل عليهما لاسلام على صورة شخص فقال له يا ابرهيم اراك تعطى الاوداء والاعداء قال تعلمت الكرم من ربى رأيته لا يضيعهم فانا لا اضيعهم فاوحى الله اليه ان يا ابرهيم انت خليلى حقا.
ومن كرامات اليد ما روى ان نبينا عليه السلام نبع الماء من بين اصابعه فى غزوة تبوك حتى شرب منه ورفعه خلق كثير ورمى التراب فى وجوه الاعداء فانهزموا وسبح الحصى فى يده: قال العطار قدس سره

داعى ذرات بود آن باك ذات در كفش تسبيح ازان كفتى حصات

وقبض من شاء من الاولياء فى الهواء فيفتح يده عن فضة او ذهب الى امثال هذا فاذا سمعت هذا عرفت ان كل كمال يظهر فى النوع الانسان فهو اثر عمل من الاعمال او حال من الاحوال فبين كل شيئين اما مناسبة ظاهرة او باطنة اذا طلبها الحكيم المراقب وجدها نسأل الله تعالى ان يوفقنا لصرف الاعضاء والقوى الى ما خلقت هى لاجله ويفيض علينا فضله بسجله