خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ
١١٢
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال } الرسول فهو حكاية لدعائه عليه السلام. { رب } [اى بروردكارمن]{ احكم بالحق } اى اقض بيننا وبين اهل مكة بالعدل المتقضى لتعجيل العذاب والتشديد عليهم { وربنا } مبتدأ خبره قوله { الرحمن } كثير الرحمة على عباده وهى ان كانت بمعنى الانعام فمن صفات الفعل وان اريد بها ارادة ايصال الخير فمن صفات الذات { المستعان } خبر آخر اى المطلوب منه المعونه: يعنى [بارى آور خواهنده]{ على ما تصفون } من الحال فانهم كانوا يقولون ان الشوكة تكون لهم [ورايت اسلام ودين دم بدم نكونسار خواهد شد] وان المتوعد لو كان حقا لنزل بهم الى غير ذلك مما لا خير فيه: يعنى [شما سخن ناسزا ميكوييد وما ازخداى بران يارى خواهيم واميدوارى ازدركاه حضرت او داريم]

مراد خويش زدركاه بادشاهى خواه كه هيجكس نشود نا اميد ازان دركاه

فاستجاب الله تعالى دعاء رسوله فخيب آمالهم وغير احوالهم ونصر اولياءه عليهم فاصابهم يوم بدر ما اصابهم.
وفى الآية اشارة الى انه لا يطلب من الله تعالى ولا يطمع فى حق المطيع والعاصى لا ما هو مستحقه وقد جرى حكم الله فيها فى الازل وان رحمته غير متناهية وان كان انواعها مائة على ما قال عليه السلام
"ان لله مائة رحمة" فعلى العاقل ان لا يغتر بطول العمر وكثرة الاموال والاولاد فان الاغترار بذلك من صفات الكفرة. ومن كلمات امير المؤمنين على رضى الله عنه من وسع عليه دنياه فلم يعلم انه قد يمكر به فهو مخدوع عن عقله. قال ابراهيم بن ادهمرحمه الله لرجل أدرهم فى المنام احب اليك ام دينار فى اليقظة فقال دينار فى اليقظة فقال كذبت لان الذى تحبه فى الدنيا كأنك تحبه فى المنام والذى لا تحبه فى الآخرة كأنك لا تحبه فى اليقظة.
نسأل الله العصمة والتوفيق
تمت سورة الانبياء فى الخامس من شهر الله رجب من سنة ست ومائة والف من الهجرة
تمت الجلد الخامس من تفسير روح البيان
ويتلوه الجلد السادس بعناية رب المنان.