خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ
١٧
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ لو اردنا ان نتخذ لهوا } اى ما يتلهى به ويلعب على انه مصدر بمعنى المفعول يقال لهوت بالشئ لهوا اذا لعبت به.
قال الكاشفى [جيزى بآن بازى كنند وبرؤية آن مستأنس شوند جون زن وفرزند].
وقال الراغب اللهو ما يشغل الانسان عما يعنيه ويهمه ويعبر عن كل ما به استمتاع باللهو قال تعالى { لو أردنا ان نتخذ لهوا } وقول من قال اراد باللهو المرأة والولد فتخصيص ببعض ما هو من زينة الحياة الدنيا انتهى.
يقول الفقير فسره بالمرأة فى تفسير الجلالين المقصور على رؤية ابن عباس رضى الله عنهما وبهما فى التأويلات الشيخ نجم الدين قدس سره وهو من اكابر من جمع بين الطرفين ويدل على هذا المعنى قوله تعالى فيما بعد
{ ولكم الويل مما تصفون
} قال الامام الواحدى يستروح بكل واحد منهما اى من المرأة والولد ولهذا يقال لامرأة الرجل وولده ريحانتاه { لا تخذناه من لدنا } اى من جهة قدرتنا عليه لتعلقها بكل شئ من المقدورات او مما نصطفيه ونختاره مما نشاء من خلقنا من الحور العين او من غيرها.
قال الواحدى معنى من لدنا من عندنا بحيث لا يظهر لكم ولا تطلعون عليه ولا يجرى لاحد فيه تصرف لان ولد الرجل وزوجته يكونان عنده لا عند غيره { ان كنا فاعلين } ذلك لكن تستحيل اراد تناله لمنافاته الحكمة لا لعدم القدرة على اتخاذه ولا لغيره فيستحيل اتخاذنا له قطعا.
قال فى التأويلات النجمية جل جلال قدس حضرتنا عن امثال هذه التدنسات وعز جناب كبريائنا عن انواع هذه الوصمات وقد تنزه عن امثالها الملائكة المقربون وهم عبادنا المكرمون المخلوقون فالحضر الخالقية اولى بالتنزه عن امثالها انتهى. وان للشرط على سبيل الفرض والتقدير وجواب ان محذوف لدلالة الجواب المتقدم عليه اى ان كنا فاعلين لاتخذناه.