خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ
٣١
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ وجعلنا فى الارض } الارض جسم غليظ اغلظ ما يكون من الاجسام واقف على مركز العالم مبين لكيفية الجهات الست فالشرق حيث تطلع الشمس والقمر والغرب حيث تغيب والشمال حيث مدار الجدى والجنوب حيث مدار سهيل والفوق ما يلى المحيط والاسفل مايلى مركز الارض { رواسى } جبالا ثوابت جمع راسى من رسا اذا ثبت ورسخ { ان تميد بهم } الميد اضطراب الشئ العظيم كاضطراب الارض يقال ماد يميد ميدا اذا تحرك ومنه سميت المائدة وهى الطعام والخوان عليه الطعام كما قال الراغب المائدة الطبق الذى عليه الطعام ويقال لكل واحد منها مائدة. والمعنى كراهة ان تميل بهم الارض وتضطرب والظاهر ان الباء للتعدية كما يفهم من قول بعضهم بالفارسية [تابجنباند زمين آدميانرا].
قال ابن عباس رضى الله عنهما ان الارض بسطت على وجه الماء فكانت تميد باهلها كما تميد السفينة على الماء فارسلها الله بالجبال الثوابت كما ترسى السفينة بالمرساة وسئل علىّ رضى الله عنه أى الخلق اشد قال اشد الخلق الجبال الرواسى والحديد اشد منها يبحث به الجبل والنار تغلب الحديد والماء يطفى النار والسحاب يحمل الماء والريح يحمل السحاب والانسان يغلب الريح بالثبات والنوم يغلب الانسان والهم يغلب النوم والموت يغلب كلها: يقول الفقير

نباشد درجهان جون مرك جزيى كه غالب شد ترا هرجند عزيزى

وفى التأويلات النجمية يشير الى الابدال الذين هم اوتاد الارض واطوادها فاهل الارض بهم يرزقون وبهم يمطرون والابدال قوم بهم يقيم الله الارض وهم سبعون اربعون بالشام وثلاثون بغيرها لا يموت احدهم الا يقام مكانه آخر من سائر الناس وفى الحديث "لن تخلو الارض من اربعين رجلا مثل خليل الرحمن فبهم تسقون وبهم تنصرون ما مات منهم احد الا ابدل الله مكانه آخر" { وجعلنا فيها } فى الارض او فى الرواسى وعله اقتصر فى الجلالين لانها المحتاجة الى الطرق { فجاجا سبلا } اى طرقا مسلوكة لان السبيل من الطرق ما هو معتاد السلوك والفج الشق بين الجبلين { لعلهم يهتدون } ارادة ان يهتدوا الى مصالحهم ومهماتهم التى جعلت لهم فى البلاد البعيدة.