خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ
٤٠
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ بل تأتيهم } العدة { بغتة } البغتة مفاجأة الشئ من حيث لا يحتسب اى فجأة: وبالفارسية [ناكهان] وهو مصدر لان البغتة نوع من الاتيان او حال اى باغتة { فتبهتهم }[بس مبهوت ومتحير كرداند ايشان] والبهت الحيرة.
قال الامام وانما لم يعلم الله وقت الموت والساعة لان المرء مع الكتمان اشد حذرا واقرب الى التدارك.
قال بعض الكبار من بهته شئ من الكون فهو لمحله عنده وغفلته عن مكنونه ومن كان فى قبضة الحق وحضرته لا يبهته شئ لانه قد حصل فى محل الهيبة من منازل القدس { فلا يستطيعون ردها } اى العدة فان المراد بها العذاب او النار او الساعة { ولا هم ينظرون } من الانظار بمعنى الامهال والتأخير اى لا يمهلون ليستريحوا طرفة عين او يتولوا او يعتذروا او من انلظر اى لا ينظر اليهم.
ولا إلى تضرعهم وفيه اشارة الى انه لوعل اهل الانكار قبل ان يكافئهم الله على انكارهم نار القطيعة والحسرة والبعد والطرد لما اقاموا على انكارهم ولتابوا ورجعوا الى طلب الحق وعلم منه ان اعظم المقاصد هو طلب الحق والوصول اليه فكما ان من ادب الظاهر ان يحفظ المرؤ بصره عن الالتفات الى يمينه وشماله فكذا من ادب الباطن ان يصون بصيرته عن النظر الى ما سوى الله تعالى ولا يحصل غالبا الا بالسلوك والاسترشاد من اهل الله تعالى فلا بد من افناء الوجود فانه طريق المقصود - حكى - ان ليلى لما كسرت اناء قيس المجنون رقص ثلاثة ايام من الشوق فقيل ايها المجنون كنت تظن ان ليلى تحبك وهى تعطى ما اعطته لغيرك فضلا عن المحبة فقال انما المجنون من لم يتفطن لهذا السر اشارة الى ان كسر الوعاء عبارة عن الافناء.
واعلم ان من المتفق عليه شرعا وعقلا وكشفا ان كل كمال لم يحصل للانسان فى هذه النشأة وهذه الدار فانه لا يحصل له بعد الموت فى الدار الآخرة كما فى الفكوك لحضرت الشيخ صدر الدين القنوى قدس سره فعلم منه ان زمان الفرصة غنيمة وان وقت المو ت اذا جاء بغتة لا يقدر المرؤ ان يستأخر ويتدارك حاله: قال الشيخ سعدى قدس سره

خبردارى اى استخوانى قفس كه جان تو مرغيست نامش نفس
جو مرغ ازففس رفت بكسست قيد دكرره نكردد بسعى توصيد
نكه دار فرصت كه عالم دميست دمى بيش دانا به از عالميست