خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ أَفَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ
٤٤
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ بل متعنا هؤلاء وآباءهم } المتاع انتفاع ممتد الوقت يقال متعه الله بكذا وامتعه وتمتع به: يعنى [بلكه ما برخورداى رى داديم آن كروه را بجهت سعت معيشت وايمنى وسلامتى وبدر ايشانرا]{ حتى طال عليهم العمر } بضم الميم وسكونها اسم لمدة عمارة البدن بالحياة اى طال عليهم الاجل فى التمتع فاغتروا وحسبوا انهم ما زالوا على ذلك لا يغلبون [وندانستندكه دست اجل برهم زنداين بناكه افراشته]{ أفلا يرون } اى ألا ينظرون فلا يرون { انانأتى الارض } ارض الكفرة التى هى دار الحرب { ننقصها من اطرافها } بتسليط المؤمنين عليها فكيف يتوهمون انهم ناجون من بأسنا والجملة خبر بعد خبر او حال او بدل والاطراف جمع طرف بالتحريك وهوناحية من النواحى وطائفة من الشئ قالوا هذا تمثيل وتصوير لما يخربه الله من ديارهم على ايدى المسلمين ويضيفه الى دار الاسلام وذلك ان الله لا يأتى بل العساكر تغزوا ارض الكفرة وتأتى غلبة عليها ناقصة من نواحيها.
قال الكاشفى يعنى [ميكشاييم آنرابر مسلمانان كه تاهرروزقلعه ميكيرند ومنزلى بحوزه تصرف درمى آرند] وقد سبق فى آخر سورة الرعد { أفهم الغالبون } القاهرون على رسول الله والمؤمنين اى أبعد ظهور ما ذكر ورؤيتهم له يتوهم غلبتهم اى الغالب هو الله وهم المغلبون وفى الحديث
"فضلت على الناس باربع بالسماحة والشجاعة وكثرة الجماع وشدة البطش" قيل للاسكندر فى عسكر دارا الف الف مقاتل فقال ان القصان الحاذق لا يهوله كثرة الاغنام: وفى المثنوى

تيشه را زانبوهى شاخ درخت كى هراس آيد ببرد لخت لخت
شعله را زانبوهى هيزم جه غم كى رمد قصاب زانبوه غنم
خر نشايد كشت از بهر صلاح جون شودوحشى سود خونش مباح
لا جرم كفاررا شد خون مباح همجو وحشى بيش نشاب ورماح
جفت وفرزندان شان جمله سبيل زانكه بى عقلند ومردود وذليل

واعلم ان الغلبة والنصرة منصب شريف فهو بجند الله تعالى وهم الانبياء والاولياء وصالحوا المؤمنين كما قال تعالى { وان جندنا لهم الغالبون } اى وان رؤى انهم مغلوبون لان الغالبية له ألا ترى ان الله تعالى اظهر المؤمنين على العرب كلهم وافتتحوا بلاد الشرق والغرب ومزقوا ملك الا كاسرة وملكوا خزائنهم واستولوا على الدنيا وما وقع فى بعض الاوقات من صورة الانهزام فهو من باب تشديد المحنة والبلاء الحسن.
فعلى المؤمن ان يثق بوعد الله تعالى ولا يضعف عن الجهاد فان بالهمة تنقلع الجبال عن اماكنها.
وعن امير المؤمنين على رضى الله عنه انى ما قعلت خيبر بقوة جسمانية ولا بحركة غذائية لكنى ايدت بقوة ملكوتية ونفس بنور ربها مضيئة عن جابر رضى الله عنه ان عليا رضى الله عنه لما انتهى الى الحصن اخذ احد ابوابه فالقاه فى الارض فاجتمع عليه بعد سبعون رجلا فكان جهدهم ان اعادوا الباب قالوا "كل طائر يطير بجناحيه والعاقل بهمته"

فللمزيد رجال وللحروب رجال