خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلاَة وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَـاةِ وَكَانُواْ لَنَا عَابِدِينَ
٧٣
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ وجعلناهم ائمة } يقتدى بهم فى امور الدين { يهدون } اى الامة الى الحق { بامرنا } لهم بذلك وارسلنا اياهم حتى صاروا مكملين { واوحينا اليهم فعل الخيرات } ليحثوهم عليه فيتم كما لهم بانضمام العمل الى العلم.
يقول الفقير جعلوا المصدر من المبنى للمفعول بمعنى ان يفعل الخيرات بناء على ان التكاليف يشترك فيها الانبياء والامم ولكن قوله تعالى فى اواخر هذه السورة
{ انهم كانوا يسارعون فى الخيرات } وقوله تعالى فى سورة مريم حكاية عن عيسى عليه السلام { واوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا } ينادى على انه من المبنى للفاعل ولا يضر ذلك فى الاشتراك اذا لانبياء اصل فى الذى اوحى اليهم من الاوامر { واقام الصلاة وايتاء الزكاة } عطف الخاص على العام دلالة على فضّله وحذفت تاء الاقامة المعوضة من احدى الالفين لقيام المضاف اليه مقامه { وكانوا لنا } خاصة دون غيرنا { عابدين } لا يخطر ببالهم غير عبادتنا والعبادة غاية التذلل.
قال فى التأويلات النجمية قوله { ووهبنا } يشير الى ان الاولاد من مواهب الحق لا من مكاسب العبد وقوله
{ وكلا جعلنا صالحين } يشير الى ان الصلاحية من المواهب ايضا وحقيقة الصلاحية حسن الاستعداد الفطرىّ لقبول الفيض الالهىّ وقوله { وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا } يشير الى ان الامامة ايضا من المواهب وانه ينبغى ان الامام يكون هاديا بامر الله لا بالطبع والهوى وان كان له اصل البداية وقوله { واوحينا } الخ يشير الى ان هذه المعاملات لا تصدر من الانسان الا بالوحى للانبياء وبالالهام للاولياء وان طبيعة النفس الانسانية ان تكون امارة بالسوء انتهى.
واعلم ان آخر الآيات نبه على اهل الاخلاص بالعبارة وعلى غيره بالاشارة فالاول هو العبد المطلق والثانى هو عبد هواه ودنياه وفى الحديث
"تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار" خصصهما بالذكر لانهما معظم ما يعبد من دون الله تعالى.
وعن يحيى بن معاذ انه قال الناس ثلاثة اصناف. رجل شغله معاده عن معاشه. ورجل شغله معاشه عن معاده. ورجل مشتغل بهما جميعا فالاول درجة العابدين والثانى درجة الهالكين والثالث درجة المخاطرين: وفى المثنوى

آدمى راهست دركار دست ليك ازو مقصود اين خدمت بدست
تاجلا باشد مرين آيينه را كه صفا آيد ز طاعت سينه را
جهد كن تانور تورخشان شود تاسلوك وخدمتت آسان شود
بند بكسل باش آزاد اى بسر جند باشى بند سيم وبند زر
هركه از ديدار بر خوردار شد اين جهان درجشم اومردار شد
باز اكر باشد سبيد وبى نظير جونكه صيدش موش باشد شد حقير