خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ ٱلْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَٱلطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ
٧٩
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ ففهمناها } اى الحكومة { سليمان } وهو ابن احدى عشرة سنة.
وقال الكاشفى [درسن سيزده سالكى].
قال فى التأويلات النجمية يشير الى رفعة درجة بعض المجتهدين على بعض وان الاعتبار فى الكبر والفضيلة بالعلم وفهم الاحكام والمعانى والاسرار لا بالسن فانه فهم بالاحق والاصوب وهو ابن صغير وداود نبى مرسل كبير.
وحكما [كفته اند توانكرى بهنرست نه بمال وبزركى بعقلست نه بسال].
فى القصص ان بنى اسرائيل حسدوا سليمان على ما اوتى من العلم فى صغر سنه فاوحى الله تعالى الى داود عليه السلام يا داود ان الحكمة تسعون جزأ سبعون منها فى سليمان وعشرون فى بقية الناس { وكلا }{ هر يك را زبدر وبسر]{ آتينا حكما وعلما } كثيرا لا سليمان وحده فحكم كليهما حكم شرعى.
قال فى التأويلات النجمية اى حكمة وعلما ليحكم كل واحد منهما موافقا للعلم والحكمة بتأييدنا وان كان مخالفا فى الحكم بحكمتنا ليتحقق صحة امر الاجتهاد وان كل مجتهد مصيب كما قال فى الارشاد وهذا يدل على ان خطأ المجتهد لا يقدح فى كونه مجتهدا - روى - انه دخل على داود عليه السلام رجلان فقال احدهما ان غنم هذا دخلت فى حرثنى ليلا فافسدته فقضى له بالغنم اذ لم يكن بين قيمة الحرث وقيمة الغنم تفاوت فخرجا فمرا على سليمان عليه السلام فاخبراه بذلك فقال غير هذا ارفق بالفريقين فسمعه داود فدعاه فقال له بحق النبوة والابوة ألا اخبرتنى بالذى هو ارفق بالفريقين فقال ارى ان تدفع الغنم الى صاحب الارض لينتفع بدرها ونسلها وصوفها والحرث الى ارباب الغنم ليقوموا عليه اى بالحرث والزرع حتى يعود الى ما كان ويبلغ الحصاد ثم يترادّا فقال القضاء ما قضيت وامضى الحكم بذلك.
قال فى الارشاد الذى عندى ان حكمهما كان بالاجتهاد فان قول سليمان غير هذا أرفق بالفريقين ثم قوله ارى ان تدفع الخ صريح فى انه ليس بطريق الوحى والا لبت القول بذلك ولما ناشده داود لاظهار ما عنده بل وجب عليه ان يظهره ابتداء وحرم عليه كتمه ومن ضرورته ان يكون القضاء السابق ايضا كذلك ضرورة استحالة نقض حكم النص بالاجتهاد انتهى والاجتهاد بذل الفقيه الوسع ليحصل له ظن بحكم شرعى وهو جائز للانبياء عند اهل السنة ليدركوا ثواب المجتهدين وليقتدى بهم غيرهم ولذا قال عليه السلام
"العلماء ورثة الانبياء" فانه يستلزم ان تكون درجة الاجتهاد ثابتة للانبياء ليرث العلماء عنهم ذلك الا ان الانبياء لا يقرون على خطأ وفى الحديث "اذا حكم الحاكم فاجتهد فاصاب فله اجران واذا حكم واجتهد واخطأ فله اجر" وفى كل حادثة حكم معين عند الله وعليه دليل قطعى او ظنى فمن وجده اصاب ومن فقده اخطأ ولم يأثم.
فان قيل لو تعين الحكم فالمخالف له لم يحكم بما انزل الله فيفسق او يكفر.
قلنا انه امر بالحكم بما ظنه وان اخطأ فقد حكم بما انزل الله. قال فى بحر العلوم واعلم ان فى هذه الآية دليلا على ان المجتهد يخطئ او يصيب وان الحق واحد فى المسائل الاجتهادية اذ لو كان كل من الاجتهادين صوابا وحقا لكان كل منهما قد اصاب الحق وفهمه ولم يكن لتخصيص سليمان خلافه بالذكر جهة فانه فى هذا المقام يدل على نفى الحكم عما عداه وعلى ان للانبياء اجتهادا كما للعلماء على انه لو كان كل مجتهد مصيبا لزم اتصاف الفعل الواحد بالنقيضين من الصحة والفساد والوجوب والحظر والاباحة وهو ممتنع: وفى المثنوى

وهم افتد در خطا ودر غلط عقل باشد در اصابتها فقط
مجتهد هركه كه باشد نص شناس اندران صوت نينديشد قياس
جون نيايد نص اندر صورتى از قياس آنجا نمايد عبرتى

{ وسخرنا }[ورام ساختيم]{ مع داود الجبال } مع متعلقة بالتخسير وهو تذليل الشئ وجعله طائعا منقادا. وسفن سواخر اذا اطاعت وطابت لها الريح { يسبحن } حال من الجبال ان يقدسن الله تعالى بحيث يسمع الحاضرون تسبيحهن فانه هو الذى يليق بمقام الامتنان لا انعكاس الصدى فانه عام وكذا ما كان بلسان الحالف فاعرف { والطير } عطف على الجبال وقدمت الجبال على الطير لان تسخيرها وتسبيحها اعجب وادل على القدر وادخل فى الاعجاز لانها جماد والطير حيوان { وكنا فاعلين } قادرين على ان نفعل هذا وان كان عجبا عندكم - روى - ان داود كان اذا مر يسمعه الله تسبيح الجبال والطير لينشط فى التسبيح ويشتاق اليه.
قال الكاشفى [مؤمن موقن بايدكه اعتقاد كند برين وجه كه كوهها ومرغان بموافقت داود بروجهى تسبيح مى كفته اندكه همه سامعانرا تركيب حروف وكلمات آن مفهوم ميشده واين معنى ازقدرت الهى غريب نيست]

هر كجا قدرتش علم افراختازغرائب هر آنجه خواست بساخت
قدرتى را كه نيست نقصانش كارها جمله هست آسانش

وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الذاكر لله اذا استولى عليه سلطان الذكر تتنور اجزاء وجوده بنور الذكر فيتجوهر قلبه وروحه بجوهر الذكر فربما ينعكس نور الذكر من مرآة القلب الى ما يحاذيها من الجمادات والحيوانات فتنطقه بالذكر فتارة يذكر معه اجزاء وجوده وتارة يذكر معه بعض الجمادات والحيوانات كما كانت الحصاة تسبح فى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم والضب يتكلم معه - وروى - عن بعض الصحابة رضى الله عنهم انه قال كنا نأكل الطعام ونسمع تسبيحه انتهى.
وفى عرائس البقلىرحمه الله كان يطلب كل وقت مكانا خاليا لذكره وانسه فيدخل الجبال لانها ملتبسة بانوار قدرته خالية عن صنع اهل الحدثان باقية على ما اخرجت من العدم بكسوة نور القدم فاذا كان مسبحا سبحت الجبال معه والطير بلسان نور الفعل الحق كأنه تعالى ينزه نفسه بتنزيه داود حيث غلب على داود سطوات عظمته ونور كبريائه.
قال محمد ابن علىرحمه الله جعل الله الجبال تسلية للمجذوبين وانسا للمكروبين والانس الذى فى الجبال هو انها خالية عن صنع الخلائق فيها بحال باقية على صنع الخالق لا اثر فيها لمخلوق فتوحش والآثار التى فيها آثار الصنع الحقيقى عن غير تبديل ولا تحويل انتهى.
قال ابن عباس رضى الله عنهما ان بنى اسرائيل كانوا قد تفرقوا قبل مبعث داود واقبلوا على ملاهى الشيطان وهى العيدان والطنابير والمزامير والصنوج وما اشبهها فبعث الله داود اعطاه من حسن الصوت ونغمة الالحان حتى كان يتلو التوراة بترجيع وخفض ورفع فاذهل عقول بنى اسرائيل وشغلهم عن تلك الملاهى وصاروا يجتمعون الى داود يستمعون الحانة وكان اذا سبح تسبح معه الجبال والطير والوحش كما فى قصص الانبياء: قال الشيخ سعدى قد سره

به از روى زيباست آواز خوش كه اين حظ نفس است وآن قوت روح

وقال

اشتر بشعر عرب در حالتست وطرب كرذوق نيست تراكز طبع جانورى

وقال

وعند هبوب الناشرات على الحمىتميل غصون البان لا الحجر الصلد

وكما ان الاصوات الحسنة والنغمات الموزونة تؤثر فى النفوس فتجذبها من الشر الى الخير بالنسبة الى المستعد الكامل فكذا الاصوات القبيحة والنغمات الغير الموزونة تؤثر فى النفوس فتفعل خلاف ما يفعل خلافها: وفى المثنوى

يك مؤذن داشت بس آواز بددرميان كافرستان بانك زد
جند كفتندش مكو بانك نمازكه شود جنك وعداوتها دراز
او ستيزه كرد وبس بى احتراز كفت دركافرستان بانك نماز
خلق خائف شد زفته عامه خود بيامد كافرى باجامه
شمع وحلوا باجنان جامع لطيفهديه آورد وبيامد جون اليف
برس برسان كين مؤذن كوكجاست كه صلاى بانك اوراحت فزاست
دخترى درام لطيف وبس سنى آرزو مى بود اورا مؤمنى
هيج اين سودا نمى رفت از سرش بندها ميداد جندى كافرش
هيج جاره مى ندانستم دران تافرو خواند اين مؤذن آن اذان
كفت دختر جيست اين مكروه بانك كه بكوشم آمد اين دوجار دانك
من همه عمر اين جنين آواززشت هيج نشنيدم درين ديرو كنشت
خواهرش كفتا كه اين بانك اذانهست اعلام وشعار مؤمنان
باورش نامد بيرسيد از دكرآن دكرهم كفت آرى اى قمر
جون يقين كشتش رخ او زردشد از مسلمانى دل اوسرد شد
بازرستم من زتشويش وعذاب دوش خوش خفتم داران بى خوف خواب
راحتم اين بود از آواز او هديه آوردم بشكران مردكو
جون بديدش كفت اين هديه بذير جون مراكشتى مجيرو دستكير
كربمال وملك وثروت فردمى من دهانت را براززر كردمى