خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ
٩٠
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ فاستجبنا له } اى دعاءه فى حق الولد كما قال { ووهبنا له يحيى } لا فى حق الوراثة اذ المشهور ان يحيى قتل قبل موت ابيه وهذا لا يقدح فى شأن زكريا كما لا يقدح عدم استجابة دعاء ابراهيم فى حق ابيه فى شأنه فان الانبياء عليهم السلام وان كانوا مستجابى الدعوة لكن اثر بعض الدعوات لا يظهر فى هذا الموطن للحكمة الالهية { واصلحنا له زوجه } ايشاع بنت عمران او بنت فاقود اى جعلناها ولدا بعد ان كانت عقيما فانها لم تلد قط بعد ان بلغت تسعا وتسعين سنة { انهم كانوا يسارعون فى الخيرات } الضمير عائد الى زكريا وزوجه ويحيى او الانبياء المذكورين فيكون تعليلا لما فصل من فنون احسانه تعالى المتعلقة بهم مثل ايتاء موسى وهارون الفرقان وتبريد النار واطفائها لابراهيم وانجاء لوط مما نزل بقومه وانجاء نوح ومن كان معه فى السفينة من اذى القوم وكرب الطوفان وغير ذلك مما تفضل به على الانبياء السابقين اى انهم كانوا يبادرون فى وجوه الخيرات مع ثباتهم واستقرارهم فى اصل الخيرات وهو السر فى ايثار كلمة فى على كلمة الى المشعرة بخلاف المقصود من كونهم خارجين عن اصل الخيرات متوجهين اليها كام فى قوله تعالى { وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة } الآية.
قال الراعب الخير ما يرغب فيه الكل بكل حال وهو الخير المطلق والشر ضده { ويدعوننا } حال كونهم { رغبا } راغبين فى اللطف والجمال { ورهبا } خائفين من القهر والجلال او راغبين فينا وراهبين مما سوانا والرغبة السمعة فى الارادة يقال رغب الشئ اتسع فاذا قيل رغب فيه واليه يقتضى الحرص عليه فاذا قبل رغب عنه اقتضى صرف الرغبة عنه والزهد فيه والرغبة العطاء الكثير لكونه مرغوبا فيه فيكون مشتقا من الاصل فان اصل الرغبة السعة فى الشئ ومنه ليلة الرغائب اى العطايا الجزيلة قال يعطى الرغائب من يشاء ويمنع والرهبة مخافة مع تحرك واضطراب { وكانوا لنا خاشعين } عابدين فى تواضع وضراعة واكثر ما يستعمل الخشوع فميا يوجد على الجوارح ولكن شأن الانبياء اعلى من يكون حالهم منحصرا فى الظاهر فلهم خشوع كامل فى القلب والقالب جميعا واكل العبد خشنا واللبس خشنا وطأطأة الرأس ونحوها من غير ان يكون فى قلبه الاخلاص والخوف من الله تعالى صفة المرائى والمتصنع

ورآوازه خواهى در اقليم فاش برون حله كن كردرون حشو باش
بنزديك من شب روراه زن به ازفاسق يارسا ببرهن
جه قدر آورد بنده خورديش كه زير قبا دارد اندام بيش

والمعنى انهم نالوا من الله ما نالوا بسبب اتصافهم بهذه الخصال الحميدة فليفعل من اراد الاجابة الى مطلوبه مثل ما فعلوا وليتخلق بتلك الاخلاق.