خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ
٩٣
فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ
٩٤
-الأنبياء

روح البيان في تفسير القرآن

{ وتقطعوا امرهم بينهم } التفات من الخطاب الى الغيبة. القطع فصل الشئ مدركا بالبصر كالاجسام او بالبصيرة كالاشياء المعقولة والتفعل هنا للتعدية نحو علمته الفقه فتعلم الفقه والمعنى جعل الناس امر الدين قطعا واختلفوا فيه فصاروا فرقا كأنه قيل ألا ترون الى عظيم ما ارتكب هؤلاء فى دين الله الذى اجمعت عليه كافة الانبياء حيث جعلوا امر دينهم فيما بينهم قطعا فاصاب كل جماعة قطعة من الدين فصاروا بتقطيع دينهم كأنهم قطع شتى يلعن بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض كما قال الكاشفى [وببريدند امم ماضيه كاردين خودرا درميان خود يعنى فرقه فرقه شدند جون يهود ونصارى وهريك تكفير ديكرى كرند] وقد ثبت ان امة ابراهيم عليه السلام صاروا بعده سبعين فرقة وامة موسى عليه السلام احدى وسبعين وامة عيسى عليه السلام ثنتين وسبعين وامة محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثا وسبعين كلهم فى النار الا واحدة وهى التى لا يشوبون ما عين الله ورسوله بشئ من الهوى { كل } اى كل واحدة من الفرق المتقطعة { الينا } لا الى غيرنا { راجعون } بالبعث فنجازيهم حينئذ بحسب اعمالهم.
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الخلق تفرقوا فى امرهم فمنهم من طلب الدنيا ومنهم من طلب الآخرة ومنهم من طلب الله تعالى ثم قال { كل الينا راجعون } فاما طالب الدنيا فراجع الى صورة قهرنا وهى جهنم واما طالب الآخرة فراجع الى سورة لطفنا وهى الجنة واما طالبنا فراجع الى وحدانيتنا ثم فصل الجزاء بقوله { فمن } [بس هركه }{ يعمل من الصالحات } اى بعض الصالحات { وهو } اى والحال انه { مؤمن } بالله ورسله { فلا كفران لسعيه } اى لا حرمان لثواب عمله استعير لمنع الثواب كما استيعر الشكر لاعطائه يعنى شبه رد العمل ومنع الثواب بالكفران الذى هو ستر النعمة وانكارها وشبه قبول العمل واعطاء الثواب بمقابلته بشكر المنعم عليه للنعم فاطلق عليه الشكر كما قال ان
{ ربنا لغفور شكور } والسعى فى الاصل المشى السريع وهو دون العدو ويستعمل للجد فى الامر خيرا كان او شرا واكثر ما يستعمل فى الافعال المحمودة { وانا له } اى لسعيه { كاتبون } اى مثبتون فى صحائف اعمالهم لا نغادر من ذلك شيئا [مزدكار نيكوان ضائع نباشد نزد حق } لا يضيع الله فى الدارين اجر المحسنين.