خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ
٣٨
-الحج

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان الله يدافع ع الذين ءآمنوا }، قال الراغب الدفع اذا عدى بالى اقتضى معنى الانالة نحو قوله تعالى { فادفعوا اليهم اموالهم } واذا عدى بعن اقتضى معنى الحماية نحو { ان الله يدافع عن الذين آمنوا } اى يبالغ فى دفع ضرر المشركين عن المؤمنين ويحميهم اشد الحماية من اذاهم { ان الله لا يحب كل خوان } بليغ الخيانة فى امانة الله امرا كانت او نهيا او غيرهما من الامانات { كفور } بليغ الكفران لنعمته فلا يرضى فعلهم ولا ينصرهم، والكفران فى جحود النعمة اكثر استعمالا والكفر فى الدين اكثر والكفور فيهما جميعا وصيغة المبالغة فيهما لبيان انهم كانوا كذلك لا لتقييد البعض بغاية الخيانة والكفرفان نفى الحب كناية عن البغض والبغض نفار النفس من الشىء الذى ترغب عنه وهو ضد الحب فان الحب انجذاب النفس الى الشىء الذى ترغب فيه قال عليه السلام "ان الله يبغض المتفحش" فذكر بعضه له تنبيه على بعد فيضه وتوفيق احسانه منه، وفى الآية تنبيه على انه بارتكاب الخيانة والكفران يصير بحيث لا يتوب لتماديه فى ذلك واذا لم يتب لم يحبه الله المحبة التى وعد بها التائبين والمتطهرين وهى اصابتهم والانعام عليهم فان محبة الله للعبد انعامه عليه ومحبة العبد له طلب الزلفى لديه، واعلم ان الخيانة والنفاق واحد لان الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والامانة والنفاق يقال اعتبار بالدين ثم يتداخلان فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد فى السر ونقيض الخيانة الامانة ومن الخيانة الكفر فانه اهلاك للنفس التى هى امانة الله عند الانسان وتجرى فى الاعضاء كلها قال تعالى { ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا } ويجرى فى الصلاة والصوم ونحوهما اما بتركها او بترك شرط من شرائطها الظاهرة والباطنة فاكل السحور مع غلبة الظن بطلوع الفجر او الافطار مع الشك بالغروب خيانة للصوم ومن اكل السحور فنام عن صلاة الصبح حتى طلع الشمس فقد كفر بنعمة الله التى هى السحور وخانه بالصلاة ايضا فترك الفرض من اجل السنة تجارة خاسرة ـ روى ـ ان واحدا ضاع له تسعة دراهم فقال من وجدهم وبشرنى فله عشرة دراهم فقيل له فى ذلك فقال ان فى الوجدان لذة لا تعرفونها انتم فاهل الغفلة وجدوا فى المنام لذة هى افضل عندهم من الف صلاة نعوذ بالله تعالى، ومن الخيانة النقص في المكيال والميزان ـ حكى ـ انه احتضر رجل فاذا هو يقول جبلين من نار جبلين من نار فسئل اهله عن عمله فقالوا كان له مكيالان يكيل باحدهما ويكتال بالآخر، ومن الخيانة التسبب الى الخيانة، وكتب رجل الى الصاحب بن عباد ان فلانا مات وترك عشرة آلاف دينار ولم يخلف الا بنتا واحدة فكتب على ظهر المتكوب النصف للبنت والباقى يرد عليها وعلى الساعى الف الف لعنة، ثم ان المؤمن لكامل منصور على كل حال فلا يضره مكيد الخائنين فان الله لا يحب الخائنين فاذا لم يحبهم لم ينصرهم ويحب المؤمن فينصره، وفى الآية اشارة الى ان الله تعالى يدافع خيانة النفس وهواها عن المؤمنين وان مدافعة النفس وهواها عن اهل الايمان انما كان لازالة الخيانة وكفران النعمة لانه لا يحب المتصفين بها وانه يحب المؤمنين المخلصين عنها فالآية تنبيه على اصلاح النفس الامارة وتخليصها عن الاوصاف الرذيلة

وجود تو شهريست بر نيك وبد تو سلطان ودستور دانا خرد
هما نا كه دونان كردن فراز درين شهر كبرست وسود او آز
جو سلطان عنايت كند بابدان كجا ماند آسايش بخردان