خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
٤٧
-الحج

روح البيان في تفسير القرآن

{ ويستعجلونك بالعذاب } كانوا يقولون له عليه السلام ائتنا بما وعدتنا ان كنت من الصادقين: والمعنى بالفارسية [وبشتاب ميخواهند ازتوكافران مكه جون نضر ابن حارث واضراب او يعنى تعجيل مينمايند بطريق استهزاء وتعجيز بنزول عذاب موعود].
قال فى التأويلات النجمية يشير الى عدم تصديقهم كما قال تعالى
{ يستعجل بها الذين لايؤمنون بها } ولو آمنوا لصدقوا ولو صدقوا لسكتوا عن الاستعجال وهو طلب الشىء وتحريه قبل اوانه { ولن يخلف الله وعده } ابدا وقد سبق الوعد فلابد من مجيئه حتما وقد انجز الله ذلك يوم بدر.
قال فى التأويلات النجمية فيه اشارة الى ان الخلف فى وعيد الكفار لايجوز كما ان الخلف فى الوعد للمؤمنين لايجوز ويجوز الخلف فى وعيد المؤمنين لانه سبقت رحمة الله غضبه فى حق المؤمنين ووعدهم بالمغفرة بقوله
{ ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وبقوله { ان الله يغفر الذنوب جميعا } انتهى واحسن يحيى بن معاذ فى هذا المعنى حيث قال الوعد والوعيد حق فالوعد حق العباد على الله ضمن لهم اذا فعلوا ذلك ان يعطيهم كذا ومن اولى بالوفاء من الله والوعيد حقه على العباد قال لا تفعلوا كذا فاعذبكم ففعلوا فان شاء عفا وان شاء آخذ لانه حقه واولاهما العفو والكرم لانه غفور رحيم، قال السرى الموصلى

اذا وعد السراء انجز وعده وان اوعد الضراء فالعفو مانعه

كذا فى شرح العضد للجلال الدوانى ثم ذكر ان لهم مع عذاب الدنيا فى الآخرة عذابا طويلا وهو قوله { وان يوما عند ربك } أى من ايام عذابهم { كالف سنة مما تعدون } وذلك ان لليوم مراتب فيوم كالآن وهو ادنى ما يطلق عليه الزمان فمنه يتمد الكل وهو مشار اليه بقوله تعالى { كل يوم هو فى شأن } فالشأن الالهى بمنزلة الروح يسرى فى ادوار الزمان ومراتبه سريان الروح فى الاعضاء ويوم كخمسين الف سنة وهو يوم القيامة ويوم كالف سنة وهو يوم الآخرة والخطاب للرسول ومن معه من المؤمنين كأنه قيل كيف يستعجلون بعذاب ويوم واحد من ايام عذابه فى طول الف سنة من سنيكم اما من حيث طول ايام عذابه حقيقة اومن حيث ان ايام الشدائد مستطالة كما يقال ليل الفراق طويل وايام الوصل قصار ويقال سنة الوصل سنة وسنة الهجر سنة

ويوم لا اراك كالف شهر وشهر لا اراك كالف عام

: قا الحافظ

آندم كه باتو باشم يكساله هست روزى واندم كه بى تو باشم يك لحظه هست سالى

ويجوز ان يكون قوله وان يوما الخ متعلقا بقوله ولن يخلف الخ والمعنى ما وعدوه تعالى ليصبنهم ولو بعد حين لكنه تعالى حليم صبور لا يعجل بالعذاب وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون لكمال حلمه ووقاره وتأنيه حتى استقصر المدد الطوال شبه المدة القصيرة عنده بالمدة الطويلة عند المخاطبين اشارة الى ان الايام تتساوى عنده اذلا استعجال له فى الامور فسواء عنده يوم واحد والف سنة ومن لا يجرى عليه الزمان فسواء عليه وجود الزمان وعدم الزمان وقلة الزمان وكثرة الزمان اذ ليس عنده صباح ولا مساء: وبالفارسية [نزيدك خداى تعالى يكروز برابر هزار سالست زيراكه حكم زمان بروجارى نيست بس وجود وعدم وقلت وكثرت آن نزديك خداى يكسانست هركاه كه خواهد عذاب فرستد وبر استعجال زمان عقوبت هيج اثرى مترتب نشود

تادر نرسد وعده هركاركه هست هرجند كنى جهد بجابى نرسد

فعلى العاقل ان يلاحظ ان كل آت قريب ولا يغتر بالامهال فان بطش الله شديد وعذابه لا يطاق ويسارع الى رضى الله تعالى بامتثال اوامره والاجتناب عن نواهيه وترك الاستهزاء بالدين واهله باحكام الله ووعده وعيده فان الله صادق فى قوله حكيم فى فعله وليس للعبد الا تعظيمه وتعظيم امره