خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلْمَطْلُوبُ
٧٣
-الحج

روح البيان في تفسير القرآن

{ ياايها الناس ضرب مثل } اى بين لكم حالة مستغربة به او قصة بديعة حقيقة بان تسمى مثلا وتسير فى الامصار والاعصار { فاستمعوا له } اى للمثل استماع تدبر وتفكر: وبالفارسية [بس بشنويد آن مثل را بكوش هوش ودران تأمل كنيد].
وفى التأويلات النجمية يشير بقوله { ياايها الناس } الى اهل النسيان عن حقيقة الامر بالعيان فلا بد لهم من ضرب مثل لعلهم ينبهون من نومن الغفلة فالخطاب لناسى عهد الميثاق عامة وللمسعين المستعدين لادراك فهم الخطاب بقوله { فاستمعوا له } خاصة وهذا الامر امر التكوين بسمعهم الخطاب ويتعظون به ثم بين المعنى فقال { ان الذين تدعون من دون الله } بعنى الاصنام التى تعبدونها متجاوزين عبادة الله تعالى وهو بيان للمثل وتفسير له، قال الكاشفى [وآن سيصد وشصت بت بودند برحوالى خانه نهاده حق سبحانه وتعالى فرمودكه اين همه بت كه مى برستيد بجز خداى تعالى].
وفى التأويلات من انواع الاصنام الظاهرة والباطنة { لن يخلقوا ذبابا } اى لن يقدروا على خلقه ابدا مع صغره وحقارته فان لن بما فيها من تأكيد النفى دالة على منافاة مابين المنفى والمنفى عنه والذباب من الذب اي يمنع ويدفع، قال فى المفردات الذباب يقع على المعروف من الحشرات الطائرة وعلى النحل والزنابير وفى قوله { وان يسلبهم الذباب شيئاً } فهو المعروف، وفى حياة الحيوان فى الحديث
"الذباب فى النار لا النحل" وهو يتولد من العفونة لم يخلق لها اجفان لصغر احداقها ومن شأن الاجفان ان تصقل مرآة الحدقة من الغبار فجعل الله لها يدين تصقل بهما مرآة حدقتها فلهذا ترى الذباب ابدا يسمح بيديه عينيه واذا بخر البيت بورق القرع ذهب منه الذباب { ولو اجتمعوا له } اى لخلقه وهومع الجواب القدر فى موضع حال جيء بها للمبالغة اى لا يقدرون على خلقه مجتمعين له متعاونين عليه فكيف اذا كانوا منفردين { وان يسلبهم الذباب شيئا } اى ان يأخذ الذباب منهم شيأ ويخطفه { لايستنقذوه منه } اى لايستردوه من الذباب مع غاية ضعفه لعجزهم: وبالفارسية [نميتوانند رهانيد يعنى باز نميتوانند ستانند آن جيزرا] قيل كانوا يطيبون الاصنام بالطيب والعسل ويغلقون عليها الابواب فيدخل الذباب من الكوى فيأكله، قال الكاشفى [رسم ايشان آن بودكه بتان را بعسل وخلوق مى اندودند ودرهاى بتخانه برايشان مى بستند مكسان ازروزن در آمده آنها ميخوردند وبعد ازجند روز اثر طيب وعسل برايشان نبود شادى مينمودندكه آنهارا خورده آند حق سبحانه وتعالى ازعجز وضعف بتان خبر ميد هدكه نه بر آفريدن مكس قادرند ونه بردفع ايشان ازخود] { ضعف الطالب والمطلوب } اى عابد الصنم ومعبوده او الذباب الطالب لما يسلبه عن الصنم من الطيب والصنم المطلوب منه ذلك.