خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
١١
-المؤمنون

روح البيان في تفسير القرآن

{ الذين يرثون الفردوس } بيان لما يرثونه وتقييد للموارثة بعد اطلاقها وتفسير لها بعد ابهامها تفخيما لشانها ورفعا لمحلها وهى استعارة لاستحقاقهم الفردوس باعمالهم حسبما يقتضيه الوعد الكريم للمبالغة فيه لان الوراثة اقوى سبب يقع فى ملك الشىء ولا يتعقبه رد ولا فسخ ولا اقالة ولا نقض { هم فيها } اى الفردوس والتأنيث لانه اسم للجنة او لطبقتها العليا وهو البستان الجامع لاصناف الثمر ـ روى ـ انه تعالى بنى جنة الفردوس لبنة من ذهب ولبنة من فضة وجعل خلالها المسك الاذفر وغرس فيها من جيد الفاكهة وجيد الريحان { خالدون } لايخرجون منها ولا يموتون. والخلود تبرى الشىء من اعتراض الفساد وبقاؤه على الحالة التى هو عليها والخلود فى الجنة بقاء الاشياء على الحالة التى هى عليها من غير اعتراض الكون والفساد عليها.
وفى التأويلات النجمية الفردوس اعلى مراتب القرب قد بقى ميراثا عن الاموات قلوبهم فيرثه الذين كانوا احياء القلوب انتهى، وفى تفسير الفاتحة للمولى الفنارىرحمه الله اعلم ان الجنان ثلاث، الاولى جنة الاختصاص الالهى وهى التى يدخلها الاطفال الذين لم يبلغوا حد العمل وحدهم من اول ما يولد ويستهل صارخا الى انقضاء ستة اعوام ويعطى الله من شاء من عباده من جنات الاختصاص ماشاء ومن اهلها المجانين الذين ماعقلوا ومن اهلها اهل التوحيد العلمى ومن اهلها اهل الفترات ومن لم يصل اليهم دعوة رسول، والجنة الثانية ميراث ينالها كل من دخل الجنة ممن ذكرنا ومن المؤمنين وهى الاماكن التى كانت معينه لاهل النار لو دخلوها، والجنة الثالثة جنة الاعمال وهى التى ينزل الناس فيها باعمالهم فمن كان افضل من غيره فى وجوه التفاضل كان له من الجنة اكثر سواء كان الفاضل بهذه الحالة دون المفضول اولم يكن فما من عمل الا وله جنة يقع التفاضل فيها بين اصحابها ورد فى الحديث الصحيح عن النبى عليه السلام انه قال لبلال
"يابلال بم سبقتنى الى الجنة فما وطئت فيها موضعا الا سمعت خشخشتك امامى فقال يا رسول الله ما احدثت قط الا توضأت وما توضأت الا صليت ركعتين فقال عليه السلام بهما" فعلمنا انها كانت جنة مخصوصة بهذا العمل فما من فريضة ولا نافلة ولا فعل خير ولا ترك محرم ومكروه الا وله جنة مخصوصة ونعيم خاص بمن دخلها ثم فصل مراتب التفاضل فمن اراد ذلك فليطلب هناك فما ذكره موافق لما قيل فى الآية انهم يرثون من الكفار منازلهم فيها حيث فوتوها على انفسهم لانه تعالى خلق لكل انسان منزلا فى الجنة ومنزلا فى النار كا قال الكاشفى [منزل مؤمنان ازدوزخ اضافه منازل كفار كنند ومنزلهاى ايشان ازبهشت برمنزل مؤمنان افزايند ودرزاد المسير آورده بهشت بنظر كفار درآرند ومقامهاى ايشانرا اكر ايمان آوردندى بريشان نمايند تاحسرت ايشان زيادة كردد

نظر ازدور درجانان بدان ماندكه كافررا بهشت ازدور بنمايند وآن سوز دكرباشد

اللهم اجعلنا من الذين يرثون الفردوس ويتنعمون بنعيمها ويصلون الى نسيمها واحفظنا عن الاسباب المؤدية الى النار وجحيمها.