خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ
١١٥
-المؤمنون

روح البيان في تفسير القرآن

{ أفحسبتم انما خلقناكم عبثا } الهمزة للاستفهام الانكارى والفاء للعطف على مقدر. والحسبان بالكسر الظن وعبثا حال من نون العظمة بمعنى عابثين وهو ما ليس لفاعله غرض صحيح او ارتكاب امر غير معلوم الفائدة. والمعنى أغفلتم وظننتم من فرط غفلتكم انا خلقناكم بغير حكمة { وانكم الينا لاترجعون } عطف على انما خلقناكم اى وحسبتم عدم رجوعكم الينا يعنى ان المصلحة من خلقكم الامر بالعمل ثم البعث للجزاء ومعنى الرجوع الى الله الرجوع الى حيث لا مالك ولا حاكم سواه، قال الترمذى ان الله خلق الخلق ليعبدوه فيثيبهم على العبادة ويعاقبهم على تركها فان عبدوه فانهم عبيد احرار كرام من رق الدنيا ملوك فى دارالسلام وان رفضوا العبودية فهم اليوم عبيد اباق سقاط لئام وغدا اعداء فى السجون بين اطباق النيران.
وفى التأويلات النجمية { أفحسبتم انما خلقناكم عبثا } بلا معنى ينفعكم او يضركم حتى عشتم كما يعيش البهائم فما تقربتم الينا بالاعمال الصالحات للتقرب وحسبتم { انكم الينا لا ترجعون } باللطف والقهر. فالرجوع باللطف بان يموت بالموت الاختيارى قبل الموت الاضطرارى وهو بان ترجعوا من اسفل سافلين الطبيعة على قدمى الشريعة والطريقة الى اعلى عليين عالم الحقيقة، والرجوع بالقهر بان ترجعوا بعد الموت الاضطرارى فتقادون الى النار بسلاسل تعلقاتكم بشهوات الدنيا وزينتها واغلال صفاتكم الذميمة، وعن بهلول قال كنت يوما فى بعض شوارع البصرة فاذا بصبيان يلعبون بالجوز واللوز واذا أنا بصبى ينظر اليهم ويبكى فقلت هذا صبى يتحسر على مافى ايدى الصبيان ولاشىء معه فيلعب به فقلت اى بنى ما يبكيك اشترى لك من الجوز واللوز ماتلعب به مع الصبيان فرفع بصره الىّ وقال ياقليل العقل ماللعب خلقنا فقلت اى بنى فلماذا خلقنا فقال للعلم والعبادة وفقلت من اين لك ذلك بارك الله فيك قال من قول الله تعالى { أفحسبتم انما خلنقاكم عبثا وانكم الينا لاترجعون } قلت له اى بنى اراك حكيما فعظنى واوجز فانشأ يقول

أرى الدنيا تجهز بانطلاق مشمرة على قدم وساق
فلا الدنيا بباقية لحى ولا حى على الدنيا بباق
كأن الموت والحدثان فيها الى نفس الفتى فرسا سباق
فيا مغرور بالدنيا رويدا ومنها خذ لنفسك بالوثاق

ثم رمق السماء بعينيه واشار اليها بكفيه ودموعه تنحدر على خديه وهو يقول

يامن اليه المبتهل يامن عليه المتكل
يامن اذا ما آمل يرجوه لم يخب الامل

قال فلما اتم كلامه خر مغشيا عليه فرفعت رأسه الى حجرى ونفضت التراب عن و جهه بكمى فلما افاق قلت له اى بنى مانزل بكم انت صبى صغير لم يكتب عليكم ذنب قال اليك عنى يا بهلول انى رأيت والدتى توقد النار بالحطب الكبار فلا تقد الا بالصغار وانى اخشى ان اكون من صغار حطب جهنم قال فسألت عنه فقالوا ذاك من اولاد الحسين بن على بن ابى طالب رضى الله عنهم قلت قد عجبت من ان تكون هذه الثمرة الا من تلك الشجرة نفعنا الله به وبآبائه، قال الشيخ ابو بكر الواسطى [روزى اين آيت مى خواند فرمودكه نىنى خلق بعبث نيافريد بلكه خواست كه هستىء وى آشكارا شود وازمصنوعات وى بصفات كماليه اوراه برند. وكفته ند شمارا ببازى نيافريده ايم بلكه براى ظهور نور محمد عليه السلام آفريده ايم جودر ازل مقر رشده بودكه آن كوهر تابان ازصدق جنس انس بيرون آيد بس اواصلست وشما همه فرع اوييد

هفت ونه وجاركه برداختند خاص بى موكب اوساختند
اوست شه وآدميان جمله خيل اصل وى وجمله عالم طفيل

دربحر الحقائق كفته كه شمارا براى آن آفريدم تا بر من سود كنيدنه بجهت آنكه من برشما سودكنم كما قال تعالى "خلقت الخلق ليربحوا علىّ لا لاربح عليهم" وكويند ملائكة را آفريد تامنظر قدرت باشند وآدميانرا خلق كرد تامخزن جوهر محبت باشند. در بعضى كتب سماوى هست كه اى فرزند آدم همه اشيا براى شما آفريدم وشمارا براى خودسر (كنت كنزا مخفيا) اينجا ظهور تمام دارد] كما اشار اليه المولوى قدس الله سره فى المثنوى

اى ظهور تو بكلى نور نور كنج مخفى ازتو آمد در ظهور
كنج مخفى بود زبر جاك كرد خاك را تابان تر از افلاك كزد
كنج مخفى بدزبرى جوش كرد خاك را سلطان باطلس بوش كرد
خويش را تشناخت مسكين آدمى از فزونى آمد وشد دركمى
خويشتن را آدمى ارزان فروخت بود اطلس خويش را بردلق دوخت
اى غلامت عقل تدبيرات هوش جون جنينى خويش را ارزان فروش