خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ
١٢
-المؤمنون

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولقد خلقنا الانسان } اللام جواب قسم اى وبالله لقد خلقنا جنس الانسان فى ضمن خلق آدم خلقا اجماليا { من سلالة } يقال سل الشىء من الشىء نزع كسل السيف من الغمد وسل الشىء من البيت على سبيل السرقة وسل الولد من الاب ومنه قيل للولد سليل. والسلالة اسم ماسل من الشىء واستخرج منه فان فعاله اسم لما يحصل من الفعل فتارة يكون مقصودا منه كالخلاصة واخرى غير مقصود منه كالقلامة والكناسة والسلالة من القبيل الاول فانها مقصودة مايسل ومن ابتدائية متعلقة بالخلق اى من خلاصة سلت من بين الكدر كما فى الجلالين { من طين } من بيانية متعلقة بمحذوف وقع صفة لسلالة اى خلقنا من سلالة كائنة من طين: وبالفارسية [خلاصه وازنقاوه كه بيرون كشيده شده از كل] والطين التراب والماء المختلط به.
وفى التأويلات النجمية يشير الى سلالة سلت من جميع الارض طيبها وسبخها وسهلها وجبلها باختلاف الوانها وطبائعها المتفاوتة ولهذا اختلفت الوانهم واخلاقهم لانه مودع فى طبيعتهم ماهو من خواص الطين الذى اختص بخاصية منها نوع من الحيوان من جنس البهائم والسباع والجوارح والحشرات المؤذيات الغالبة على كل واحد منها صفة من الصفات الذميمة والحميدة. فاما الذميمة فكالحرص فى الفأرة والنملة وكالشهوة فى العصفور وكالغضب فى الفهد والاسد وكالكبر فى النمر وكالبخل فى الكلب وكالشره فى الخنزير وكالحقد فى الحية وغير ذلك من الصفات الذميمة واما الحميدة فكالشجاعة فى الاسد والسخاوة فى الديك والقناعة فى البوم وكالحلم فى الجمل وكالتواضع فى الهرة وكالوفاء فى الكلب وكالبكور فى الغراب وكالهمة فى البازى والسلحفاة وغير ذلك من الصفات الحميدة فقد جمعها كلها مع خواصها وطبائعها ثم اودعها فى طينة الانسان وهو آدم عليه السلام.