خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ
٢٣
-المؤمنون

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولقد ارسلنا نوحا الى قومه } اللام جواب قسم وتصدير القصة به لاظهار كمال الاعتناء بمضمونها اى وبالله لقد ارسلنا نوحا الى قومه وجاء فى قصيدة جمال الدين

من كثير الذنب نوحوا نوح نوح فى الرسل
انه عمرا طويلا من قليل النطق ناح

وهو انه عليه السلام مر على كلب به جرب فقال بئس الكلب هذا ثم ندم فناح من اول عمره الى آخره { فقال } داعيا لهم الى التوحيد { ياقوم } [اى كروه من] واصله يا قومى { اعبدوا الله } وحده كما دل عليه التعليل وهو { مالكم من اله غيره } اى مالكم فى الوجود اوفى العالم غير الله فغير بالرفع صفة لآله باعتبار محله الذى هو الرفع على انه فاعل ومن زائدة او مبتدأ خبره لكم { أفلا تتقون } الهمزة لانكار الواقع واستقباحه والفاء للعطف على مقدر يستدعيه المقام اى ألا تعرفون ذلك اى مضمون قوله مالكم من اله غيره فلا تتقون عذابه بسبب اشراككم به فى العبادة مالا يستحق الوجود لولا ايجاد الله فضلا عن استحقاق العبادة فالمنكر عدم الاتقاء مع تحقق ما يوجبه، قال الكاشفى يعنى [ترسيدازعذاب وى وبعبادت غير او ميل مكنيد].
وفى التأويلات النجمية { ولقد أرسلنا نوحا } نوح الروح الى قومه من القلب والسر والنفس والقالب وجوارحه { فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره } من الهوى والشيطان فعبادة القلب بقطع التعلقات والمحبة وعبادة السر بالتفرد بالتوحيد وعبادة النفس بتبديل الاخلاق وعبادة القالب بالتجريد وعبادة الجوارح باقامة اركان الشريعة { أفلا تتقون } بهذه العبادات عن الحرمان والخذلان وعذاب النيران.