خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ
٧٤
-المؤمنون

روح البيان في تفسير القرآن

{ وان الذين لا يؤمنون بالآخرة } وصفوا بذلك تشنيعالهم بماهم عليه من الانهماك فى الدنيا وزعمهم ان لا حياة الا الحياة الدنيا { عن الصراط } المستقيم الذى تدعوهم اليه { لناكبون } مائلون عادلون عنه فان الايمان بالآخرة وخوف ما فيها من الدواهى من اقوى الدواعى الى طلب الحق وسلوك سبيله وليس لهم ايمان وخوف حتى يطلبوا الحق ويسلكوا سبيله ففى الوصف بعدم الايمان بالآخرة اشعار بعلة الحكم ايضا كالتشنيع المذكور، قال ابو بكر الوراق من لم يهتم لامر معاده ومنقلبه ومايظهر عليه فى الملأ الاعلى والمسند الاعظم فهو ضال عن طريقته غير متبع لرشده واحسن منه حالا من لم يهتم لما جرى له فى السابقة، ثم فى الآيات اخبار ان الكفار متعنتون محجوجون من كل وجه فى ترك الاتباع والاستماع الى رسول الله عليه السلام: قال الشيخ سعدى قدس سره

كسى راكه بندار درسر بود ميندار هركزكه حق بشنود
زعلمش ملال آيد ازوعظ ننك شقايق بباران نرويد زسنك

قيل لما انصرف هارون الرشيد من الحج اقام بالكوفة اياما فلما خرج وقف بهلول المجنون على طريقه وناداه باعلى صوته يا هارون ثلاثا فقال هارون تعجبا من الذى ينادينى فقيل له بهلول المجنون فوقف هارون وامر برفع الستر وكان يكلم الناس وراء الستر فقال له أتعرفنى قال نعم اعرفك فقال من انا قال انت الذى لو ظلم احد فى المشرق وانت فى المغرب سألك الله تعالى عن ذلك يوم القيامة فبكى هارون من تأثير كلامه وقال كيف ترى حالى قال اعرضه على كتاب الله وهى { ان الابرار لفى نعيم وان الفجار لفى جحيم } قال اين اعمالنا قال { انما يتقبل الله من المتقين } قال واين قرابتنا من رسول الله قال { فاذا نفخ فى الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } قال واين شفاعة رسول الله ايانا قال { يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضى له قولا } قال هارون هل لك حاجة قال نعم ان تغفر لى ذنوبى وتدخلنى الجنة قال ليس هذا بيدى ولكن بلغنا ان عليك دينا فنقضيه عنك قال الدين لا يقضى بدين ادّ اموال الناس اليهم قال هارون أنأمر لك برزق يردّ عليك الى ان تموت قال نحن عبد ان لله تعالى أترى يذكرك وينسانى فقبل نصحه ومضى الى طريقه واشار بهلول فى قوله الاخير الى مضمون قوله تعالى { فخراج ربك خير } لان ماورد من حيث لا يحتسب خير مما ورد من جهة معينة: قال الحافظ قدس سره

كنج زر كرنبود كنج قناعت باقيست آنكه آن داد بشاهان بكدايان ابن داد

قال الشيخ سعدى قدس سره

نيرزد عسل جان من زخم نيش قناعت نكوتر بدو شاب خويش
اكر بادشاهست اكر بينه دوز دوخفتند كردد شب هردو روز