خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٩٢
-المؤمنون

روح البيان في تفسير القرآن

{ عالم الغيب والشهادة } بالجر على انه بدل من الجلالة اى عالم السر والعلانية: وبالفارسية [بوشيده وآشكار].
وفى التأويلات النجمية عالم الملك والملكوت والارواح والاجساد انتهى، ثم ان الغيب بالنسبة الينا لا بالنسبة اليه تعالى فهو عالم به وبالشهادة على سواء وهو دليل آخر على انتفاء الشريك بناء على توافقهم فى تفرده تعالى بذلك ولذلك رتب عليه بالفاء قوله تعالى { فتعالى } الله وتنزه { عما يشركون } به مما لايعلم شيئا من الغيب ولايتكامل عليه بالشهادة فان تفرده بذلك موجب لتعاليه عن ان يكون له شريك، قال الراغب شرك الانسان فى الدين ضربان احدهما الشرك العظيم وهو اثبات شريك الله تعالى يقال اشرك فلان بالله وذلك اعظم كفر والثانى الشرك الصغير وهو مراعاة غير الله معه فى بعض الامور وذلك كالرياء والنفاق وفى الحديث
"والشرك فى هذه الامة اخفى من دبيب النمل على الصفا"

مرايى هوكسى معبود سازد مرايى را ازان كفتند مشرك

قال الشيخ سعدى قدس سره

منه آب زرجان من بر بشيز كه صراف دانا نكيرد بجيز

قال الشيخ يحيى بن معاذ ان للتوحيد نورا وللشرك نارا وان نور التوحيد احرق سيآت الموحدين كما ان نار الشرك احرقت حسنات المشركين ـ روى "ان قائلا قال يا رسول الله فبم النجاة غدا قال ان لاتخادع الله قال وكيف نخادع الله قال ان لاتعمل بما امرك الله وتريد به غير وجه الله"

زعمرو اى بسر جشم اجرت مدار جو درخانه زيد باشى بكار

والعمدة فى هذا الباب التوحيد فانه كما يتخلص من الشرك الاكبر الجلى بالتوحيد كذلك يتخلص من الشرك الاصغر به فينبغى ان يشتغل به ويجتهد قدر الاستطاعة لينال على درجات اهل الايمان والتوحيد من الصديقين ولكن برعاية الشريعة النبوية والاجتناب عن الصفات الذميمة للنفس حتى يتخلق باخلاق الله نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من المنقطعين عما سواه والعاملين بالله لله فى الله.