خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ٱلْغَافِلاَتِ ٱلْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
٢٣
-النور

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان الذين يرمون } قد سبق معنى الرمى فى اوائل السورة { المحصنات } العفائف مما رمين من الفاحشة والزنى { الغافلات } [بيخبران] عنها على الاطلاق بحيث لم يخطر ببالهن شىء منها ولامن مقدماتها اصلا ففيها من الدلالة على كمال النزاهة ما ليس فى المحصنات، قال فى التعريفات الغفلة عن الشىء هى ان لايخطر ذلك بباله { المؤمنات } اى المتصفات بالايمان بكل ما يجب ان يؤمن به من الواجبات والمحظروات وغيرها ايمانا حقيقيا تفصيليا كما ينبىء عنه تأخير المؤمنات عما قبلها مع اصالة وصف الايمان والمراد بها عائشة الصديقة رضى الله عنها والجمع باعتبار ان رميها رمى لسائر امهات المؤمنين لاشتراك الكل فى العصمة والنزاهة والانتساب الى رسول الله عليه السلام كما فى قوله تعالى { كذبت قوم نوح المرسلين } ونظائره { لعنوا } بما قالوا فى حقهن وهتكوا حرمتهن { فى الدنيا والآخرة } حيث يلعنهم اللاعنون من المؤمنين والملائكة ابدا: وبالفارسية [دور كرده شدند در دنيا از نام نيكو در آخرت از رحمت يعنى درين عالم مردود وملعونند ودران سراى مبغوض ومطرود] واصل اللعنة الطرد والابعاد على سبيل السخط وذلك من الله تعالى فى الآخرة عقوبة وفى الدنيا انقطاع عن قبول فيضه وتوفيقه ومن الانسان دعاء على غيره { ولهم } مع ماذكر من اللعن الابدى { عذاب عظيم } لعظم ذنوبهم، قال مقاتل هذا خاص فى عبدالله بن أبىّ المنافق واليه الاشارة بقول حضرة الشيخ نجم الدين فى تأويلاته { ان الذين } الخ اى ان الذين لم يكونوا من اهل بدر من اصحاب الافك اهـ ليخرج مسطح نحوه كما سبقت الاشارة الى مغفرته، وقال بعضهم الصحيح انه حكم كل قاذف مالم يتب لقوله عليه السلام "اجتنبوا الموبقات السبع الشرك بالله والسحر وقتل النفس التى حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولى يوم الزحف وقذف المؤمنات الغافلات" وعن ابن عباس رضى الله عنهما من قذف ازواج النبى عليه السلام فلا توبة له ومن قذف مؤمنة سواهن قد جعل الله له توبة ثم قرأ { والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء } الى قوله { الا الذين تابوا واصلحوا } الآية