خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ٱلْمُبِينُ
٢٥
-النور

روح البيان في تفسير القرآن

{ يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق } التوفية بذل الشىء وافيا والوافى الذى بلغ التمام والدين الجزاء والحق منصوب على ان يكون صفة للدين اى يوم اذ تشهد جوارحهم باعمالهم القبيحة يعطيهم الله جزاءهم الثابت الواجب الذى هم اهله وافيا كاملا { ويعلمون } عند معاينتهم الاهوال والخطوب { ان الله هو الحق المبين } اى الظاهر حقيته لما انه ابان لهم حقية ما كان يعدهم به فى الدنيا من الجزاء ويقال ان ما قال الله هو الحق.
وفى الآية امور، منها بيان جواز اللعنة على من كان من اهلها، قال الامام الغزالىرحمه الله الصفات المقتضية للعن ثلاث الكفر والبدعة والفسق وله فى كل واحدة ثلاث مراتب الاولى اللعن بالوصف الاعم كقولك لعنة الله على الكافرين او المبتدعة او الفسقة والثانية اللعن باوصاف اخص منه كقولك لعنة الله على اليهود والنصارى او على القدرية والخوارج والروافض او على الزناة والظلمة وآكلى الربا وكل ذلك جائز ولكن فى لعن بعض اصناف المبتدعة خطر لان معرفة البدعة غامضة فما لم يرد فيه لفظ مأثور ينبغى ان يمنع منه العوام لان ذلك يستدعى المعارضة بمثله ويثير نزاعا وفسادا بين الناس والثالثة اللعن على الشخص فينظر فيه ان كان ممن ثبت كفره شرعا فيجوز لعنه ان لم يكن فيه اذى على مسلم كقولك لعنة الله على النمرود وفرعون وابى جهل لانه ثبت ان هؤلاء ماتوا على الكفر وعرف ذلك شرعا وان كان ممن لم يثبت حال خاتمته بعد كقولك زيد لعنه الله وهو يهودى او فاسق فهذا فيه خطر لانه ربما يسلم او يتوب فيموت مقربا عند الله تعالى فكيف يحكم بكونه معلونا، ومنها شهادة الاعضاء وذلك بانطاق الله تعالى فكما تشهد على المذنبين بذنوبهم تشهد للمطيعين بطاعتهم فاللسان يشهد على الاقرار وقراءة القرآن واليد تشهد باخذ المصحف والرجل تشهد بالمشى الى المسجد والعين تشهد بالبكاء الاذن تشهد باستماع كلام الله. ويقال شهادة الاعضاء فى القيامة مؤجلة وشهادتها فى المحبة اليوم معجلة من صفرة الوجه وتغير اللون ونحافة الجسم وانسكاب الدموع وخفقان القلب وغير ذلك: قال الحافظ

باضعف وناتوانى همجون نسيم خوش باش بيمارى اندرين ره بهتر زتن درستى

ومنها ان المجازاة بقدر الاستحقاق فللفاسقين بالقطيعة والنيران وللصالحين بالدرجات وللعارفين بالوصلة والقربة ورؤية الرحمن.