{ واقسموا بالله } اى حلق المنافقون بالله واصله من القسامة وهى ايمان تقسم على المتهمين فى الدم ثم صار اسما لكل حلف { جهد ايمانهم } الجهد بالفتح الطاقة واليمين فى اللغة القوة وفى الشرع تقوية احد طرفى الخبر بذكر الله، قال الامام الراغب اليمين فى الحلف مستعار من اليد اعتبارا بما يفعله المجاهد والمعاهد عنده، قال فى الارشاد جهد نصب على انه مصدر مؤكد لفعله الذى هو فى حيز النصب على انه حال من فاعل اقسموا اى اقسموا به تعالى يجهدون ايمانهم جهدا ومعنى جهد اليمين بلوغ غايتها بطريق الاستعارة من قولهم جهد نفسه اذا بلغ اقصى وسعها وطاقتها اى جاهدين بالغين اقصى مراتب اليمين فى الشدة والوكادة فمن قال اقسم بالله فقد جهد يمينه ومعنى الاستعارة انه لما لم يكن لليمين وسع وطاقة حتى يبلغ المنافقون اقصى وسع اليمين وطاقتها كان باصله يجهدون ايمانهم جهدا ثم حذف الفعل وقدم المصدر فوضع موضعه مضافا الى المفعول نحو فضرب الرقاب: وبالفارسية [وسوكند كردند منافقان بخداى تعالى سخترين سوكندان خود] { لئن امرتهم } اى بالخروج الى الغزو فانهم كانوا يقولون لرسول الله اينما كنت نكن معك ولئن خرجت خرجنا معك وان اقمت اقمنا وان امرتنا بالجهاد جاهدنا { ليخرجن } جواب لاقسموا لان اللام الموطئة للقسم فى قوله لئن امرتهم جعلت ما يأتى بعد الشرط المذكور جوابا للقسم لاجزاء للشرط وكان جزاء الشرط مضمرا مدلولا عليه بجواب القسم وجواب القسم وجزاء الشرط لما كانا متماثلين اقتصر على جواب القسم وحيث كانت مقالتهم هذه كاذبة ويمينهم فاجرة امر عليه السلام بردها حيث قيل { قل لاتقسموا } لا تحلفوا بالله على ماتدعون من الطاعة { طاعة معروفة } خبر مبتدأ محذوف والجملة تعليل للنهى اى لان طاعتكم طاعة نفاقية واقعة باللسان فقط من غير مواطأة من القلب وانما عبر عنها بمعروفة للايذان بان كونها كذلك مشهور معروف لكل احد كذا فى الارشاد، وقال بعضهم طاعة معروفة بالاخلاص وصدق النية خير لكم وامثل من قسمكم باللسان بالمطلوب منكم هى لا اليمين الكاذبة المنكرة.
وفى التأويلات النجمية { قل لا تقسموا } بالكذب قولا بل اطيعوا فعلا فانه { طاعة معروفة } بالافعال غير دعوى القيل والقال { ان الله خبير بما تعملون } بالحال صدقا وبالقال كذبا او بطاعتكم بالقول ومخالفتكم بالفعل فيجازيكم على ذلك.