خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكْرَ وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً
١٨
-الفرقان

روح البيان في تفسير القرآن

{ قالوا } استئناف كأنه قيل فماذا قالوا فى الجواب فقيل قالوا { سبحانك } هو تعجب مما قيل لهم او تنزيه لله تعالى عن الانداد ويجوز ان يحمل ما يعبدون على الاصنام وهى وان كانت جمادات لا تقدر على شىء لكن الله تعالى يخلق فيها الحياة ويجعلها صالحة للخطاب والسؤال والجواب { ما كان ينبغى لنا } اى ماصح وما استقام لنا { ان نتخذ من دونك } اى متجاوزين اياك { من اولياء } من مزيدة لتأكيد النفى واولياء مفعول نتخذ وهو من الذى يتعدى الى مفعول واحد كقوله تعالى { قل أغير الله اتخذ وليا } والمعنى معبودين نعبدهم لما بنا من الحالة المنافية له وهى العصمة او عدم القدرة فأنى يتصور ان تحمل غيرنا على ان يتخذ وليا غيرك فضلا عن ان يتخذنا وليا، قال ابن الشيخ جعل قولهم ما كان ينبغى الخ كناية عن استبعاد ان يدعوا احدا الىّ اتخاذ ولى دونه لان نفس قولهم بصريحه لا يفيد المقصود وهو نفى ما نسب اليهم من اضلال العباد وحملهم على اتخاذ الاولياء من دون الله.
وفى التأويلات النجمية نزهوا الله عن ان يكون له شريك ونزهوا انفسهم عن ان يتخذوا وليا غير الله ويرضوا بان يعبدوا من دون الله من الانسان فلهذا قال تعالى فيهم
{ اولئك هم شر البرية } { ولكن متعتهم وآباءهم } التمتع [برخوردارى دادن]، اى مااظللناهم ولكن جعلتهم وآباءهم منتفعين بالعمر الطويل وانواع النعم ليعرفوا حقها ويشكروها فاستغرقوا فى الشهوان وانهمكوا فيها { حتى نسوا الذكر } اى غفلوا عن ذكرك وتركوا ما وعظوا به او عن التذكر لآلائك والتدبر فى آياتك فجعلوا اسباب الهداية بسوء اختيارهم ذريعة الى الغواية وهو نسبة الضلال اليهم من حيث انه يكسبهم واسناد له الى مافعل الله بهم فحملهم عليه كأنه قيل انا لانضلهم ولم نحملهم على الضلال ولكن اضللت انت بان فعلت لهم ما يؤثرون به الضلال فخلقت فيهم ذلك مذهب اهل السنة وفيه نظر التوحيد واظهار ان الله هو السبب لاسباب

درين جمن مكم سرزنش بخود رويى جنانكه برورشم ميدهند ميرويم

{ وكانوا } فى قضائك الازلى { قوما بورا } هالكين جمع بائر كما فى المفردات او مصدر وصف به الفاعل مبالغة ولذلك يستوى فيه الواحد والجمع يقال رجل بائر وقوم بور وهو الفاسد الذى لا خير فيه، قال الراغب البوار فرط الكساد ولما كان فرط الكساد يؤدى الى الفساد كما قيل كسد حتى فسد عبر بالبوار عن الهلاك.