خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ
١٥٥
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال هذه ناقة } [اين ناقه ايست كه شما طلبيد يد] { لها شرب } اى نصيب من الماء كالسقى والقيب للحط من السقى والقوت { ولكم شرب يوم معلوم }: يعنى [يكروز آب ازان اوسب ودوروز ازان شماست] فاقتصروا على شربكم ولا تزاحموها على شربها. وفيه دليل على جواز قسمة المنافع بالمهايأة لان قوله لها شرب ولكم شرب يوم معلوم من المهايأة وهى لغة مفاعلة من الهيئة وهى الحالة الظاهرة للمتهيىء للشىء. والتهايىء تفاعل منها وهى ان يتواضعوا على امر فيتراضوا به وحقيقته ان كلا منهم رضى بهيئة واحدة واختارها وشرعا قسمة المنافع على التعاقب والتناوب فلو قسم الشريكان منفعة دار مشتركة ووقعت المواضعة بينهما على ان يسكن احدهما فى بعضها الآخر فى بعضها هذا فى علوها وهذا فى سفلها او على ان يسكن فيها هذا يوما او شهرا ويسكن هذا يوما او شهرا وتهايئا توافقا فى دارين على ان يسكن هذا فى هذه وهذا فى هذه او فى خدمة عبد واحد على ان يخدم هذا يوماو يخدم هذا يوما او خدمة عبدين على ان يخدم هذا هذا وهذا هذا صح التهايىء فى الصور المذكورة بالاجماع استحسانا للحاجة اليه اذ يتعذر الاجتماع على الانتفاع فاشبه القسمة والقياس ان لايصح لانها مبادلة المنفعة بحنسها ولكن ترك بالكتاب وهو الآية المذكورة والسنة وهو ماروى انه عليه السلام قسم بغزوة بدر كل بعير بين ثلاثة نفر وكانوا يتناوبون وعلى جوازها اجماع الامة. قال فى فتح الرحمن واختلفوا فى حكم المهايأة فقال ابو حنيفةرحمه الله يجبر عليها الممتنع اذا لم يكن الطالب متعنتا وقال الثلاثة هى جائزة بالتراضى ولااجبار فيها