خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
١٧٥
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ وان ربك لهو العزيز } بقهر الاعداء { الرحيم } بنصرة الاولياء او لا يعذب قبل التنبيه والارشاد وتعذيبه اهل العذاب من كمال رحمته على اهل الثواب ألا ترى ان قطع اليد المتأكلة سبب لسلامة البدن كله فالعالم بمنزلة الجسد واهل الفساد بمنزلة اليد المتأكلة وراحة اهل الصلاح فى ازالة اهل الفساد: وفى المثنوى

جونكه دندان تو كرمش درفتاد نيست دندان بركنش اى اوستاد
باقىء تن تانكردد زار ازو كرجه بود آن تو شو بيزار ازو

ولو لم يكن فى العزة والقهر فائدة لما وضعت الحدود. وقد قيل اقامة الحدود خير من خصب الزمان. قال ادريس عليه السلام من سكن موضعا ليس فيه سلطان قاهر وقاض عادل وطبيب عالم وسوق قائمة ونهر جار نقد ضيع نفسه واهله وماله وولده فعلى العاقل ان يحترز عن الشهوات ويهاجر العادات ويجاهد نفسه من طريق اللطف والقهر فى جميع الحالات