خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
١٩١
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ وان ربك لهو العزيز } الغالب القادر على كل شىء ومن عزته نصر انبيائه على اعدائه { الرحيم } بالامهال. وهذا آخر القصص السبع المذكورة تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتهديدا للمكذبين به من قريش [تا معلوم كنندكه هرامتى كه تكذيب بيغمبر كردند معذب شدند وايشانرا نبز برتكذيب حضرت بيغمبر عذابى خواهد رسيد]. فان قلت لم لايجوز ان يقال ان العذاب النازل بعاد وثمود وقوم لوط وغيرهم لم يكن لكفرهم وعنادهم بل كان كذلك بسبب اقترانات الكواكب واتصالاتها على ما اتفق عليه اهل النجوم ومع قيام هذا الاحتمال لم يحصل الاعتبار بهذه القصص. وايضا ان الله تعالى قد ينزل العذاب محنة للمكلفين وابتلاء لهم وقد ابتلى المؤمنين بانواع البليات فلا يكون نزول العذاب على هؤلاء الاقوام دليلا على كونهم مبطلين مؤاخذين بذلك. قلت اطراد نزول العذاب على تكذيب الامم بعد انذار الرسل به واقتراحهم استهزاء وعدم مبالاة به يدفع ان يقال انه كان بسبب اتصالات فلكية او كان ابتلاء لهم لا مؤاخذة على تكذيبهم لان الابتلاء لايطرد. واعلم ان هذا المذكور هو العذاب الماضى ومن اشارته العذاب المستقبل. واما العذاب الحاضر فتعلق الخاطر بغير الله الناظر فكما لابد من تخلية القلب عن الانكار والعزم على العصيان وتحليته بالتصديق والايمان فكذا لابد من من قطع العلائق وشهود شؤن رب الخلائق فان ذلك سبب للخلاص من عذاب الفراق ومدار للنجاة من قهر الخلاق وانما يحصل ذلك من طريقه وهو العمل بالشريعة واحكامها وقبول نصحها والتأدب بالطريقة وآدابها فمن وجد نفسه على هدى رسول الله واصحابه والائمة المجتهدين بعده واخلاقهم من الزهد والورع وقيام الليل على الدوام وفعل جميع المأمورات الشرعية وترك جميع المنهيات كذلك حتى صار يفرح بالبلايا والمحن وضيق العيش وينشرح لتحويل الدنيا ومناصبها وشهواتها عنه فليعلم ان الله تعالى يحبه ومن محبته ورحمته صب على قلبه تعظيم امره وربط جوارحه بالعمل مدة عمره والا فليحكم بان الله تعالى يبغضه والمبغض فى يد الاسم العزيز جعلنا الله تعالى واياكم من اهل رحمته وعصمنا واياكم من نقمته بدفع العلة ورفع الذلة ونعم ما قيل

محيط ازجهره سيلاب كرد راه ميشويد جه انديشد كسى باعفو حق ازكرد ذلتها

والله العفو الغفور ومنه فيض الاجر الموفور