خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ
٢١٢
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ انهم } بعد مبعث الرسول { عن السمع } لكلام الملائكة { لمعزولون } ممنوعون بعد ان كانوا يمكنون لانهم يرجمون بالشهب. قال بعض اهل التفسير انهم عن السمع لكلام الملائكة لمعزولون لانتفاء المشاركة بنيهم وبين الملائكة فى صفات الذات والاستعداد لقبول فيضان انوار لحق والانتقاش بصور العلوم الربانية والمعارف النوارنية كيف لا ونوفوسهم خبيثة ظلمانية شريرة بالذات غير مستعدة الا لقبول ما لا خير فيه اصلا من فنون الشر والقرآن مشتمل على حقائق ومغيبات لايمكن تلقيها الا من الملائكة.
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان ليس للشياطين استعدادات تنزيل القرآن ولا قوة حمله ولا وسع فهمه لانهم خلقوا من النار والقرآن نور قديم فلا يكون للنار المخلوقة حمل النور القديم ألا ترى ان نار الجحيم كيف تستغيث عند ورود المؤمن وتقول (جز يامؤمن فقد اطفأ نورك لهبى) فاذا لم يكن لهم استطاعة لحمل القرآن وقوة سمعه كيف يمكن لهم تنزيله وان وجدوا السمع الذى هو الادارك ولكن حرموا الفهم المؤدى للاستجابة لما دعوا اليه فلهذا استوجبوا العذاب انتهى. قال بعض الكبار وصف الله تعالى اهل الحرمان ان اسماعهم وابصارهم وعقولهم وقلوبهم فى غشاوة الغفلة عن سماع القرآن والسامع بالحقيقة هو الذى له سمع قلبى عقلى غيبى روحى يسمع كل لمحة من جميع الاصوات والحركات فى الاكون خطاب الحق سبحانه بحيث يهيج سره بنعت الشوق اليه فطوبى لمن فهم عن الله واستعد لحمل امانة الله شريعة وحقيقة فهو الموفق ومن سواه المعزول فيا ايها السامعون افهموا ويا ايها المدركون تحققوا فالعلم فى الصدر لاعند باب الحواس ولا بالتخمين والقياس