خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ
٢١٣
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ فلا تدع مع الله الها آخر } اذا عرفت يا محمد حال الكفار فلا تعبد معه تعالى الها آخر { فتكون } [بس باشى اكر برستش ميكنى] { من المعذبين } خوطب به النبى عليه السلام مع ظهور استحالة وقوع المنهى عنه لانه معصوم تهيجا لعزيمته وحثا على ازدياد الاخلاص ولطفا بسائر المكلفين ببيان ان الاشراك من القبيح والسوء بحيث ينهى عنه من لايمكن صدوره منه فكيف بمن عداه وان من كان اكرم الخلق عليه اذا عذب على تقدير اتخاذ اله آخر فغيره اولى. وفى الخبر ان الله تعالى اوحى الى نبى من انبياء بنى اسرائيل يقال له ارميا بان يخبر قومه بان يرجعوا عن المعصية فانهم ان لم يرجعوا اهلكتهم فقال ارميا يارب انهم اولاد انبيائك اولاد ابراهيم واسحاق ويعقوب أفتهلكهم بذنوبهم قال الله تعالى انى انما اكرمت انبيائى لانهم اطاعونى ولو انهم عصونى لعذبتهم وان كان ابراهيم خليلى.
قال فى التأويلات النجمية يشير الى ان عبادة غير الله من الدنيا والآخرة وطلبه بتوجه القلب اليه عمارة عذاب الله وهو البعد من الله ومن يطلب يكن عذابه اشد فكل طالب شىء يكون قريبا اليه بعيدا عما سواه فطالب الدنيا قريب من الدنيا بعيد عن الآخرة وطالب الآخرة قريب من الآخرة بعيد عن الله ولذا قال ابو سعيد الخراز قدس سره حسنات والابرار سيآت المقربين فالابرار اهل الجنة وحسانتهم طلب الجنة والمقربون اهل الله وحسناتهم طلب الله حده لا شريك له