خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ
٤٦
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ فالقى السحرة } على وجوههم { ساجدين } لله تعالى [جه دانستندكه انقلاب عصا بثعبان وفروبردن او آنجه تزوير مى ساختند نه ازقبيل سحراست] اى القوا اثر ماشاهدوا ذلك من غير تلعثم وتردد غير متمالكين كأن ملقيا القاهم لعلمهم بان مثل ذلك خارج عن حدود السحر وانه امر الهى قد ظهر على يده لتصديقه. وفيه دليل على ان التبحر فى كل فن نافع فان السحرة ماتيقنوا بان مافعل موسى معجزهم الا بمهارتهم فى فن السحر وعلى ان منتهى السحر تمويه وتزوير وتخييل شىء لا حقيقة له وجه الدلالة ان حقيقة الشىء لو انقلبت الى حقيقة شىء آخر بالسحر لما عدوا انقلاب العصا حية من قبيل المعجزة الخارجة عن حد السحر ولما خروا ساجدين عند مشاهدته وقد سبق تفصيل السحر فى سورة طه. قال بعض الكبار السحر مأخوذ من السحر وهو مابين الفجر الاول والفجر الثانى وحقيقته اختلاط الضوء والظلمة فما هو بليل لما خالطه من ضوء الصبح ولاهو بنهار لعدم طلوع الشمس للابصار فكذلك مافعله السحرة ماهو باطل محقق فيكون عدما فان العين ادركت امر لاتشك فيه وماهو حق محض فيكون له وجود فى عينه فانه ليس هو فى نفسه كما تشهد العين ويظنه الرائى. قال الشعرانى بعد ما نقله هو كلام نفيس ما سمعنا مثله قط