خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ
٤٩
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال } فرعون للسحرة { آمنتم } على صيغة الخبر ويجوز تقدير همزة استفهام فى الاعراف { له } اى لموسى { قبل ان آذن لكم } [بيش ازانكه اجازت ودستورى دهم شمارا در ايمان بوى] اى بغير اذن لكم من جانبى كما فى قوله تعالى { لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربى } لا ان اذن الايمان منه ممكن او متوقع { انه } موسى { لكبيركم الذى علمكم السحر } فواضعكم على مافعلتم وتواطأتم عليه يعنى [بايكديكر اتفاق كرديد درهلاك من وفساد ملك من] كما قال فى الاعراف { ان هذا لمكر مكرتموه فى المدينة } اى قبل ان تخرجوا الى هذا الموضع او علمكم شيئا دون شىء فلذلك غلبكم اراد بذلك التلبيس على قومه كيلا يعتقدوا انهم آمنوا عن بصيرة وظهور حق { فلسوف تعلمون } اى وبال مافعلتم واللام للتأكيد لا للحال فلذا اجتمعت بحرف الاستقبال ثم بين ما اوعدهم به فقال { لاقطعن ايديكم وارجلكم } لفظ التفعيل وهو التقطيع لكثرة الايدى والارجل كما تقول فتحت الباب وفتحت الابواب { من خلاف } من كل شق طرفا وهو ان يقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى وذلك زمانة من جانب البدن كما فى كشف الاسرار وهو اول من قطع من خلاف وصلب كمافى فتح الرحمن. وقال بعضهم من التعليل: يعنى [برأى خلافى كه بامن كرديد] وذلك لان القطع المذكور لكونه تخفيفا للعقوبة واحترازا عن تفويت منفعة البطش على الجانى لا يناسب حال فرعون ولما هو بصدده الا ان يحمل على حمقه حيث اوعد لهم فى موضع التغليظ بما وضع للتخفيف انتهى وذلك وهم محض لانه يدفعه قوله { ولاصلبنكم اجمعين } [وهر آينه بردار كنم همه شمارا اى على شاطىء البحر تابميريد وهمه مخالفان عبرت كيرند]. قال فى الكشف اى اجمع عليكم التقطيع والصلب ـ روى ـ انه علقهم على جذوع النخل حتى ماتوا وفى الاعراف { ثم لاصلبنكم } فاوقع المهلة ليكون هذا التصليب لعذابهم اشد