خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ
٦٣
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ فاوحينا الى موسى ان } ياموسى { اضرب بعصاك البحر } هو بحر القلزم وسمى البحر بحرا لاستبحاره اى اتساعه وانبساطه. وبحر القلزم طرف من بحر فارس والقلزم يضم القاف وسكون اللام وضم الزاى بليدة كانت على ساحل البحر من جهة مصر وبينها وبين مصر نحو ثلاثة ايام وقد خربت ويعرف اليوم موضعها بالسويس تجاه عجرود منزل ينزله الحاج المتوجه من مصر الى مكة وبالقرب منها غرق فرعون وبحر القلزم بحر مظلم وحش لاخير فيه ظاهرا وباطنا وعلى ساحل هذا البحر مدينة مدين وهى خراب وبها البئر التى سقى موسى عليه السلام منها غنم شعيب وهى معطلة الآن. قال الكاشفى [موسى عليه السلام برلب دريا آمد وعصا بروى زد وكفت يااباخاله مارا راه ده] { فانفلق } الفاء فصيحة اى فضرب فانفلق ماء البحر اى انشق فصار اثنى عشر فرقا بعدد الاسباط بينهن مسالك { فكان كل فرق } اى كل جزء تفرق منه وتقطع. قال فى المفردات الفرق يقارب الفلق لكن الفلق يقال اعتبارا بالانشقاق والفرق يقال اعتبارا بالانفصال والفرق القطعة المنفصلة وكل فرق بالتفخيم والترقيق لكل القراء والتفخيم اولى { كالطود العظيم } كالجبل المرتفع فى السماء الثابت فى مقره. قال الراغب الطود الجبل العظيم ووصفه بالعظم لكونه فيما بين الاطواد عظيما لا لكونه عظيما فيما بين سائر الجبال فدخلوا فى شعابها كل سبط فى شعب منها. قال الكاشفى [وفى الحال بادى درتك دريا وزيد وكل خشك شده وهر سبطى ازراهى بدريا در آمدند] كما قال تعالى { فاضرب لهم طريقا فى البحر يبسا
}