خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱرْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ
٣٧
قَالَ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
٣٨
-النمل

روح البيان في تفسير القرآن

{ ارجع } اليها الرسول افرد الضمير ههنا بعد جمع الضمائر الخمسة فيما سبق لان الرجوع مختص بالرسول والامداد ونحوه عام { اليهم } الى بلقيس وقومها بهديتهم ليعلموا ان اهل الدين لاينخدعون بحطام الدنيا وانما يريدون الاسلام فليأتوا مسلمين مؤمنين والا { فلنأتينهم بجنود } من الجن والانس والتأييد الالهى { لاقبل لهم بها } لاطاقة لهم بمقاومتها ولا قدرة لهم على مقابلتها. قال فى المختار رأه قبلا بفتحتين وقبلا بضمتين وقبلا بكسر بعده فتح اى ماقبله وعيانا قال تعالى { أو يأتيهم العذاب قبلا } ولى قبل فلان حق اى عنده ومالى به قبل اى طاقة انتهى والذى يفهم من المفردات انه فى الاصل بمعنى عند ثم يستعار للقوة والقدرة على المقابلة اى المجازاة فيقال لا قبل لى بكذا اى لايمكننى ان اقابله ولا قبل لهم بها لاطاقة لهم على دفاعها { ولنخرجنهم } عطف على جواب القسم { منها } من سبأ ومن ارضها حال كونهم { اذلة } [درحالتى كه بى حرمت وبى عزمت باشند] بعد ماكانوا من اهل العز والتمكين وفى جمع القلة تأكيد لذلتهم والذل ذهاب العز والملك { وهم صاغرون } اى اسارى مهانون حال اخرى مفيدة لكون اخراجهم بطريق الاجلاء يقال صغر صغرا بالكسر فى ضد الكبر وصغارا بالفتح فى الذلة والصاغر الراضى بالمنزلة الدنيئة وكل من هذه الذلة والصغار مبنى على الانكار والاصرار كما ان كلا من العز والشرف مبنى على التصديق والاقرار ولما كان الاعلام مقدما على الجزاء امر سليمان برجوع الرسول لاجل الاداء: وفى المثنى

باز كرديد اى رسولان خجل زر شمارا دل بمن آريد دل
كه نظر كاه خداوندست آن كز نظر انداز خورشيدست كان
كو نظركاه شعاع آفتاب كو نظركاه خداوند لباب
اى رسولان ميفرستمتان رسول رد من بهتر شمارا از قبول
بيش بلقيس آنجه ديديد از عجب باز كوييد از بيابان ذهب
تابداند كه بزر طامع نمه ايم مازر از زر آفرين آورده ايم
هين بيا بلقيس ورونه بد شود لشكرت خصمت شود مرتد شود
برده دارت برده ات را بر كند جان تو باتو بجان خصمى كند
ملك برهم زن تو ادهم وارزود تابيابى همجو او ملك خلود
هين بياكه من رسولم دعوتى جون اجل شهوت كثم من شهوتى
وربود شهوت امير شهوتم نى اسير شهوت وروى بتم
بت شكن بودست اصل اصل ما جون خليل حق وجمله انبيا
خيز بلقيسا بيا وملك بين بر لب درياى يزدان در بجين
خواهر انت ساكن جرخ سنى توبمردارى جه سلطانى كنى
خواهر انت راز بخششهاى داد هيج ميدانى كه آن سلطان جه داد
توز شادى جون كرفتى طبل زن كه منم شاه ورئيس كولخن
آن سك در كو كدايى كور ديد حمله مى آورد ودلقش ميدريد
كور كفتش آخرآن ياران تو بركه اند اين دم شكارى صيد جو
قوم تو در كوه ميكيرند كور درميان كوى ميكيرى تو كور
ترك اين تزوير كو شيخ نفور آب شورى جمع كرده جند كور
كاين مريدان من ومن آب شور مى خورند ازمن همى كردند كور
آب خود شيرين كن از بحر لدن آب بدرا دام اين كوران مكن
خيز شيران خدا بين كور كير توجوسك جونى بزرقى كور كير

فعلى العاقل ان لايقنع بيسير من القال والحال بل يتضرع الى الله الملك المتعال فى ان يوصله الى المقامات العالية والدرجات العلى انه الكريم المولى ـ يروى ـ انه لما رجع رسلها بخبر سليمان قالت والله قد علمت انه ليس بملك ولا لنابه من طاقة وبعثت الى سليمان انى قادمة اليك بملوك قومى حتى انظر ماامرك وماتدعو اليه من دينك [وتخت خودرا درخانه مضبوط ساخت ونكهبانات برو كماشت درخانه قفل كرد ومفتاح را برداشت وبالشكر متوجه بايه سرير سليمان شد] وكان لها اثنا عشر الف ملك كبير يقال له القيل بفتح القاف تحت كل ملك الوف كثيرة وكان سليمان رجلا مهيبا لا يبدأ بشىء حتى يسأل عنه فجلس يوما على سريره فرأى جمعا جما على فرسخ عنه فقال ماهذا فقالوا بلقيس بملوكها وجنودها فاقبل سليمان حيئنذ على اشراف قومه وقال او لما علم بمسيرها اليه { قال ياايها الملؤا } [اى اشراف قوم من] { ايكم يأتينى بعرشها } [كدام شما مى آرد تخت بلقيس را] { قبل ان يأتونى } حال كونهم { مسلمين } لانه قد اوحى الى سليمان انها تسلم لكن اراد ان يريها بعض ماخصه الله تعالى به من العجائب الدالة على عظم القدرة وصدقه فى دعوى النبوة فاستدعى اتيان سريرها الموصى بالحفظ قبل قدومها: وفى المثنوى

جونكه بلقيس ازدل وجان عز كرم بر زمان رفته هم افسوس خورد
ترك مال وملك كرد او آنجنان كه بترك نام وننك آن عاشقان
هيج مال وهيج مخزن هيج رخت ميدريغش نامه الاجزكه تحت
بس سليمان از دلش آكاه شاد كز دل او تادل او راه شد
ديد از دورش كه آن تسليم كيش تلخش آمد فرقت آن تخت خويش
از بزركى تخت كز حد مى فزود نقل كردن تخت را امكان نبود
خرده كارى بود وتفريقش خطر همجو اوصال بدن بايكديكر
بس سليمان كفت كرجه فى الاخير سرد خواهد شد برو تاج وسرير
ليك خود بااين همه بر نقد حال جست بايد تخت اورا انتقال
تانكردد خسته هنكام لقا كودكانه حاجتش كردد روا

وفى التأويلات النجمية يشير الى سليمان عليه السلام كان واقفا على ان فى امته من هو اهل الكرامة فاراد ان يظهر كرامته ليعلم ان فى امم الانبياء من يكون اهل الكرامات فلا ينكر مؤمن كرامات الاولياء كما انكرت المعتزلة فان ادنى مفسدة الانكار حرمان المنكر من درجة الكرامة كحرمان اهل البدع والاهواء منها ولايظنن جاهل ان سليمان لم يكن قادرا على الاتيان بعرشها ولم يكن له ولاية هذه الكرامات فانه امرهم بذلك لاظهار اهل الكرامات من امته ولان كرامات الاولياء من جملة معجزات الانبياء فانها دالة على صدق نوبتهم وحقيقة دينهم ايضا انتهى. قال الشيخ داود القيصرىرحمه الله خوارق العادات قلما تصدر من الاقطاب والخلفاء بل من وزرائهم وخلفائهم لقيامهم بالعبودية التامة واتصافهم بالفقر الكلى فلا يتصرفون لانفسهم فى شىء ومن جملة كمالات الاقطاب ومنن الله عليهم ان لايبتليهم بصحبة الجهلاء بل يرزقهم صحبة العلماء والامناء يحملون عنهم اثقالهم وينفذون احكامهم واقوالهم كآصف وسليمان. وقال بعض العارفين لايلزم لمن كان كامل زمانه ان يكون له التقدم فى كل شىء وفى كل مرتبة كما اشار اليه عليه السلام بقوله فى قصة تأبير النخل "انتم اعلم بامور دنياكم" فذلك لايقدح فى مقام الكامل لان التفرد بكل كمال لحضرة الالوهية والربوبية وماسواه وسيم بالعجز والنقص ولكل احد اختصاص من وجه فى الكمال الخاص كموسى والخضر عليهما السلام وان كان الكليم افضل زمانه كسليمان عليه السلام فانظر سر الاختصاص فى قوله { ففهمناها سليمان } مع الخليفة ابيه داود حين اختلف رجل وامرأة فى ولد لهما اسود فقالت المرأة هو ابن هذا الرجل وانكر الرجل فقال سليمان هل جامعتها فى حال الحيض فقال نعم قال هو لك وانما سود الله وجهه عقوبة لكما فهذا من باب الاختصاص