خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
٩٣
-النمل

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقل الحمد لله } اى على ماافاض علىّ من نعمائه التى اجلها نعمة النبوة والقرآن { سيريكم آياته فتعرفونها } اى فتعرفون انها آيات الله حين لا تنفعكم المعرفة. وقال مقاتل سيريكم آياته عن قريب الايام فطوبى لمن رجع قبل وفاته والويل على من رجع بعد ذهاب الوقت: قال الشيخ سعدى قدس سره

كنون بايد اى خفته بيدار بود جومرك اندر آرد زخوابت جه سود
تو غافل در انديشه سود ومال كه سرمايه عمر شد بايمال
كرت جشم عقلست وتدبير كور كنون كن كه جشمت نخوردست مور
كنون كوش كاب ازكمر در كذشت نه وقتى كه سيلاب ازسر كذشت
سكندر كه بر عالمى حكم داشت دران دم كه بكذشت عالم كذاشت
ميسر نبودش كزو عالمى ستانند ومهلت دهندش دمى

{ وماربك بغافل عما تعملون } كلام مسوق من جهته تعالى مقرر لما قبله من الوعد والوعيد كما ينبىء عنه اضافة الرب الى ضمير النبى عليه السلام وتخصيص الخطاب اولا به وتعميمه ثانيا للكفر تغليبا اى وماربك بغافل عما تعمل انت من الحسنات وماتعملون انتم ايها الكفرة من السيآت لانه الغفلة التى هى سهو يعترى من قلة التحفظ والتيقظ لايجوز عليه تعالى فيجازى كلا منكم بعمله وكيف يغفل عن اعمالكم وقد خلقكم وماتعملون كما خلق الشجرة وخلق فيها ثمرتها فلا يخفى عليه حال اهل السعادة والشقاوة وانما يمهل لحكمة لا لغفلة وانما الغفلة لمن لايتنبه لهذا فيعصى الله بالشرك وسيآت الاعمال واعظم الامراض القلبية نيسان الله ولاريب ان علاج امر انما هو بضده وهو ذكر الله ـ حكى ـ ان ابراهيم بن ادهم سر يوما بمملكته ونعمته ثم نام فرأى رجلا اعطاه كتابا فاذا فيه مكتوب لا تؤثر الفانى على الباقى ولا تغتر بملكك فان الذى انت فيه جسيم لولا انه عديم فسارع الى امر الله فانه يقول { سارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة } فانتبه فزعا وقال هذا تنبيه من الله وموعظة فتاب الى الله ورسوله بالقبول والعمل والمجانبة عن التأخر فى طريق الحق والاخذ بالبطالة والكسل

براحتى نرسيد آنكه زحمتى نكشيد

نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من المجدّين فى الدين الى ان يأتى اليقين والساعين فى طريقه للوصول الى خاص توفيقه
تمت سورة النمل يوم الثلاثاء الرابع من شهر الله المحرم المنتظم فى سلك شهور سنة تسع ومائة والف من الهجرة.