{ ولما بلغ } موسى { اشده } اى قوته هو مابين ثمانى عشرة سنة الى ثلاثين سنة واحد على بناء الجمع كماسبق فى سورة يوسف { واستوى } الاستواء اعتدال الشىء فى ذاته اى اعتدل عقله وكمل بان بلغ اربعين سنة كقوله { وبلغ اربيعن سنة } بعد قوله { حتى اذا بلغ اشده } وفى يوسف { بلغ اشده } فحسب لانه اوحى اليه فى صباه حين كونه فى البئر وموسى عليه السلام اوحى اليه بعد اربعين سنة كما قال { آتيناه حكما } اى بنوة { وعلما } بالدين. قال الكاشفى [ذكر انباى نبوت دراثناى اى قضيه] اى مع انه تعالى استنبأه بعد الهجرة فى المراجعة من مدين الى مصر [بيان صدق هرد ووعده است كه جنانجه اورا بمادر رسانيديم ونبوت هم داديم] والجمهور على ان نبينا عليه السلام بعث على رأس الاربعين وكذا كل نبى عند البعض. وقال بعضهم اشتراط الاربعين فى حق الانبياء ليس بشىء لان عيسى عليه السلام نبىء ورفع الى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين ونبىء يوسف عليه السلام وهو ابن ثمانى عشرة ويحيى عليه السلام نبىء وهو غير بالغ قيل كان ابن سنتين او ثلاث وكان ذبحه قبل عيسى بسنة ونصف وهكذا احوال بعض الاولياء فان سهل بن عبدالله التسترى سلك وكوشف له وهو غير بالغ. وفى الآية تنبيه على ان العطية الالهية تصل الى العبد وان طال العهد اذا جاء او انها فالطالب الحق ان ينتظر احسان الله تعالى ولا يياس منه فان المحسن لابد وان يجازى بالاحسان كما قال تعالى { وكذلك } اى كما جزينا موسى وامه { نجزى المحسنين } على احسانهم وفيه تنبيه على انهما كانا محسنين فى عملهما متقيين فى عنفوان عمرهما فمن ادخل نفسه فى زمرة اهل الاحسان جازاه الله باحسن الجزاء ـ حكى ـ ان امرأة كانت تتعشى فسألها سائل فقامت ووضعت فى فمه لقمة ثم وضعت ولدها فى موضع فاختلسه الذئب فقالت يارب ولدى فاخذ آخذ عنق الذئب واستخرج الولد من فيه بغير اذى وقال لها هذه اللقمة بتلك اللقمة التى وضعتها فى فم السائل. والاحسان على مراتب فهو فى مرتبة الطبيعة بالشريعة وفى مرتبة النفس بالطريقة واصلاح النفس وذلك بترك حظ النفس فانه حجاب عظيم وفى مرتبة الروح بالمعرفة وفى مرتبة السر بالحقيقة. فغاية الاحسان من العبد الفناء فى الله ومن المولى اعطاء الوجود الحقانى اياه ولا يتيسر ذلك الفناء الا لمن ايده الله بهدايته ونور قلبه بانوار التوحيد اذ التوحيد مفتاح السعادات فينبغى لطالب الحق ان يكون بين الخوف والرجاء فى مقام النفس ليزكيها بالوعد والوعيد ويصفى وينور الباطن فى مقام القلب بنور التوحيد ليتهيأ لتجليات الصفات وبطلب الهداية فى مقام الروح ليشاهد تجلى الذات ولايكون فى اليأس والقنوط ألا ترى ان ام موسى كانت راجية واثقة بوعدالله حتى نالت ولدها موسى وتشرفت ايضا بنبوته فان من كانت صدف درة النبوة تشرفت بشرفها. واعلم انه لابد من الشكر على الاحسان فشكر الاله بطول الثناء وشكر الولاة بصدق الولاء وشكر النظير بحسن الجزاء وشكر من دونك ببذل العطاء
يكى كوش كودك بماليد سخت كه اى بو العجب رأى بركشته بخت
تراتيشه دادم كه هيزم شكن نكفتم كه ديوار مسجد بكن
زبان آمد ازبهر شكر وسباس بغيبت نكر داندش حق شناس
كذركاه قرآن وبندست كوش به بهتان وباطل شنيدن مكوش
دوجشم ازبى صنع بارى نكوست زعيب برادر فروكير ودوست
بروشكر كن جون بنعمت درى كه محرومى آيد زمستكبرى
كرا زحق نه توفيق خيرى رسد كى ازبنده خيرى بغيرى رسد
ببخش اى بسر كادمى زاده صيد باحسان توان كرد ووحشى بقيد
مكن بدكه يدبينى ازيارنيك نيايد زتخم بدى بارنيك
اى لا تجيىء ثمرة الخير الا من شجرة الخير كما لايحصل الحنظل الا من العلقمة فمن اراد الرطب فليبذر النخل ـ حكى ـ ان امرأة كانت لها شاة تتعيش بها واولاودها فجاءها يوما ضيف فلم تجد شيئا للاكل فذبحت الشاة ثم ان الله تعالى اعطاها بدلها شاة اخرى وكانت تحلب من ضرعها لبنا وعسلا حتى اشتهر ذلك بين الناس فجاء يوما زائرون لها فسألوا عن السبب فى ذلك فقالت انها كانت ترعى فى قلوب المريدين يعنى ان الله تعالى جازاها على احسانها الى الضيف بالشاة الاخرى ثم لما كان بذلها عن طيب الخاطر وصفاء البال اظهر الله ثمرته فى ضرع الشاة باجراء اللبن والعسل فليس جزاء الاحسان الا الاحسان الخاص من قبل الرحمن وليس للامساك والبخل ثمرة سوى الحرمان نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من الذين يحسنون لانفسهم فى الطلب والارادة وتحصيل السعادة واستجلاب الزيادة والسيارة