خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
٧٩
-القصص

روح البيان في تفسير القرآن

{ فخرج على قومه } عطف على قال ومابينهما اعتراض وقوله { فى زينته } اما متعلق بخرج او بمحذوف هو حال من فاعله اى كائنا فى زينته والمراد الزينة الدنيوية من المال والاثاث والجاه يقال زانه كذا وزينه اذا اظهر حسنه اما بالفعل او بالقول. قيل خرج قارون يوم السبت وكان آخر يوم من عمره على بغلة شهباء عليه الارجوان يعنى قطيفة ارغوانى وعليها سرج من ذهب ومعه اربعة آلاف على زيه. وقال بعضه ومعه تسعون الفا عليهم المعصفرات وهو اول يوم رؤى فيه اللباس المعصفر وهو المصبوغ بالعصفر وهو صبغ احمر معروف وقد نهى الرجال عن لبس المعصفر لانه من لباس الزينة واسباب الكبر ولان له رائحة لاتليق بالرجال واصل الزينة عند العارفين وجوه مسفرة عليه آثار دموع الشوق والمحبة ساجدة على باب الربوبية. قال ابن عطاء ازين ماتزين به العبيد المعرفة ومن نزلت درجاته عن درجات العارفين فازين ماتزين به طاعة ربه ومن تزين بالدنيا فهو مغرور فى زينته: قال الحافظ

قلندران حقيقت به نيم جو نخرند قباى اطلس آنكس كه ازهنرعاريست

وفى المثنوى

افتخار از رنك وبو واز مكان هست شادى وفريب كودكان

وقال الشيخ العطاررحمه الله

همجو طفلان منكر اندرسرخ وزرد جون زنان مغرور رنك وبومكرد

وقال الشيخ السعدى

كراجامه باكست وسيرت بليد در دوزخش را نبايد كليد

وقال المولى الجامى

وصلش مجودر اطلس شاهى كه دوخت عشق اين جامه برتنى كه نهان زير زنده بود

{ قال الذين يريدون الحياة الدنيا } من بنى اسرائيل جريا على سنن الجبلة البشرية من الرغبة فى السعة واليسار { ياليت لنا مثلن مااوتى قارون } [ياقوم كاشكى بودى مارا ازمال همجنانكه قارونرا دادند]. وقيل ياليت يامتمناى تعالى فهذا اوانك تمنوا مثله لاعينه حذرا من الحسد فدل على انهم كانوا مؤمنين { انه لذو حظ عظيم } لذو نصيب وافر من الدنيا. قال الراقب الحظ النصيب المقدر وهو تمنيهم وتأكيد له، قال فى كشف الاسرار [فائدة اين آيت آنست كه رب العالمين خبر ميدهد مارا كه مؤمن نبايدكه تمنى كند آنجه طغيان در آنست از كثرت مال وذلك قوله { ان الانسان ليطغى ان رأه استغنى } بلكه ازخداى عز وجل كفاف خواهد دردنيا وبلغه عيش جنانكه درخبرست] (اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا) وفى الحديث "اللهم من احبنى فارزقه العفاف والكفاف ومن ابغضنى فارزقه مالا وولدا" وفى الحديث "طوبى لمن هدى الى الاسلام وكان عيشه كفافا وقنع به" : قال الحافظ

كنج زر كرنبود كنج قناعت باقيست آنكه آن داد بشاهان بكدايان اين داد

وقال

همايى جون توعا ليقدر حرص استخوان حيفست دريغا سايه همت كه برنا اهل افكندى
درين بازار اكر سوديست بادرويش خرسندست الهى منعم كردان بدرويشى وخرسندى

وقال المولى الجامى

هر سفله بى بكنج قناعت كجابرد اين نقد در خزنيه ارباب همتست

وقال الشيخ السعدى

نير زد عسل جان من زخم نيش قناعت نكوتر بدوشاب خويش

وفى التأويلات النجمية انما وقع نظرهم على عظمة الدنيا وزينتها لا على دناءتها وخساستها وهوانها وقلة متاعها لانهم اغتذوا بغذاء شبل حب الدنيا وزينتها المتولد من اسود ظلمات صفات النفس بعضها فوق بعض فهم ينظرون بنظر ظلمات صفات النفس بعد ان كانوا ينظرون بنظر نور صفات القلب يبصرون عزة الآخرة وعظمتها وخسة الدنيا وهوانها فان الرضاع يغير الطباع