خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱلْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَاطِئِينَ
٨
-القصص

روح البيان في تفسير القرآن

{ فالتقطه آل فرعون } الفاء فصيحة مفصحة عن عطفه على جملة محذوفة والالتقاط اصابة الشىء من غير طلب ومنه اللقطة وهو مال بلا حافظ ثم يعرف مالكه واللقيط هو طفل لم يعرف نسبه يطرح فى الطريق او غيره خوفا من الفقر او الزنى ويجب رفعه ان خيف هلا كه بان وجده فى الماء او بين يدى سبع وتفصيله فى الفقه وآل الرجل خاصته الذين يؤول اليه امرهم للقرابة او الصبحة او الموافقة فى الدين. والمعنى فالقته فى اليم بعد ماجعلته فى التابوت حسبما امرت به فالتقطه آل فرعون اى اخذوه اخذ اعتناء به وصيانة له عن الضياع { ليكون لهم عدوا وحزنا } اللام لام العاقبة والصيرورة لا لام العلة والارادة لانهم لم يلتقطوه ليكون لهم عدوا وحزنا ولكن صار عاقبة امرهم الى ذلك ابرز مدخولها فى معرض العلة لا لتقاطهم تشبيها له فى الترتب عليه بالغرض الحامل عليه وهو المحبة والتبنى وتمامه فى فن البيان وجعل موسى نفس الحزن ايذانا لقوة سبيته لحزنهم. قال الكاشفى { عدوا } [دشمنى مر مردانراكه بسبب فرعون غرق شوند { وحزنا } واندوهى بزرك مرزنانراكه برده كيرند] { ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين } فى كل مايأتون ومايذرون فليس ببدع منهم ان قتلوا الوفا لاجله ثم اخذوه يربونه ليكبر ويفعل بهم ماكانوا يحذرون. والخطا مقصورا العدول عن الجهة والخاطىء من يأتى بالخطأ وهو يعلم انه خطأ وهو الخطأ التام المأخوذ به الانسان يقال خطىء الرجل اذا ضل فى دينه وفعله المخطىء من يأتى به وهو لايعلم اى يريد مايسحن فعله ولكن يقع منه بخلاف مايريد يقال اخطأ الرجل فى كلامه وامره اذا زل وهفا ـ حكى ـ انهم لما فتحوا التابوت ورأوا موسى القى الله محبته فى قلوب القوم وعمدت ابنة فرعون الى ريقه فلطخت به بصرها فبرئت من ساعتها

آمد طبيب درر بكلى علاج يافت