خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَالَتِ ٱمْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
٩
-القصص

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقالت امرأة فرعون } هى آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد الذى كان فرعون مصر فى زمن يوسف الصديق عليه السلام وقيل كانت من بنى اسرائيل من سبط موسى وقيل كانت عمته حكاه الشبلى وكانت من خيار النساء اى قالت لفرعون حين اخرج من التابوت { قرة عين لى ولك } اى هو قرة عين لنا لانهما لما رأياه احباه. وقال الكاشفى [اين كودك روشنى جشم است مراوترا كه بسبب او دختر ماشفا يافت] وقد سبق معنى القرة مرارا وفى الحديث "انه قال لك لالى ولو قال لى كما هو لك لهداه الله كما هداها" { لاتقتلوه } خاطبته بلفظ الجمع تعظيما ليساعدها فيما تريده { عسى ان ينفعنا } [شايدكه سود برساند ماراكه امارت يمن وعلامت بركت درجبين اولايح است] وذلك لما رأت من برء البرصاء بريقه وارتضاعه ابهامه لبنا ونور بين عينيه ولم يره غيرها. قال بعض الكبار وجوه الانبياء والاولياء مرائى انوار الذات والصفات ينتفع بتلك الانوار المؤمن والكافر لان معها لذة حالية نقدية وان لم يعرفوا حقائقها فينبغى للعاشق انيرى بعين اليقين والايمان انوار الحق فى وجوه اصفيائه كما رأت آسية وقد قيل فى حقهم "من رآهم ذكر الله" { او نتخذه ولدا } اى نتبناه فانه اهل له ولم يكن له ولد ذكر { وهم لايشعرون } حال من آل فرعون والتقدير فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا وقالت امرأته كيت وكيت وهم لايشعرون بانهم على خطأ عظيم فيما صعنوا من الالتقاط ورجاء النفع منه والتبنى له وقوله ان فرعون الآية اعتراض وقع بين المعطوفين لتأكيد خطأهم. قال ابن عباس رضى الله عنهما لو ان عدو الله قال فى موسى كما قالت آسية عسى ان ينفعنا لنفعه الله ولكنه ابى للشقاء الذى كتبه الله عليه ـ روى ـ انه قالت الغواة من فرعون ان نظن الا ان هذا هو الذى يحذر منه رمى فى البحر خوفا منك فاقتله فهم فرعون بقتله فقالت آسية انه ليس من اولاد بنى اسرائيل فقيل لها ومايدريك فقالت ان نساء بنى اسرائيل يشفقن على اولادهن ويكتمنهم مخافة ان تقتلهم فكيف يظن بالوالدة انها تلقى الولد بيدها فى البحر او قالت ان هذا كبير ومولود قبل هذه المدة التى اخبرت لك فاستوهبته لما رأت عليه من دلائل النجاة فتركه وسمته آسية لانه تابوته وجه بين الماء والشجر والماء فى لغتهم "مو" والشجر "شا". قال فى بحر الحقائق لما كان القرآن هاديا يهدى الى الرشد والرشد فى تصفية القلب وتوجهه الى الله تعالى وتزكية النفس ونهيها عن هواها وكانت قصة موسى عليه السلام وفرعون تلائم احوال القلب والنفس فان موسى القلب بعصا الذكر غلب على فرعون النفس وجنوده مع كثرتهم وانفراده كرر الحق تعالى فى القرآن قصتهما تفخيما للشأن وزيادة فى البيان لبلاغة القرآن ثم افادة لزوائد من المذكور قبله فى موضع يكرره منه انتهى. قال فى كشف الاسرار [تكرار قصه موسى وذكر فراوان درقرآن دليل است بر تعظيم كار او وبزرك داشتن قدراو وموسى بااين مرتبت ومنقبت جز بقدم تبعيت محمد عربى صلى الله عليه وسلم نرسيد] كما قال عليه السلام "لو كان موسى حيا لما وسعه الا اتباعى" [مصطفاى عربى از صدر دولت ومنزل كرامت اين كرامت كه عبارت ازان (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين) است قصد صف نعل كرد تاميكفت { انما انا بشر مثلكم } وموسى كليم از مقام خود تجاوز نمود وقصد صدر دولت كردكه ميكفت { ارنى انظر اليك } لاجرم موسارا جواب اين آمد { لن ترانى } مصطفارا اين كفتندكه { ألم تر الى ربك: لولاك لما خلقت الافلاك } عادت ميان مرام جنان رفت كه جون بزركى درجايى رود ومتواضع وار در صف النعال بنشيند اورا كويند اين نه جاى تست خيز ببالا ترنشين] فعلى العاقل ان يكون على تواضع تام ليستعد بذلك لرؤية جمال رب الانام

فروتن بود هوشمند كزين نهد شاخ برميوه سربرزمين