خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يِقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِ وَلَئِنْ جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَ لَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلْعَالَمِينَ
١٠
-العنكبوت

روح البيان في تفسير القرآن

{ ومن الناس } مبتدأ باعتبار مضمونه اى وبعض الناس والخبر قوله { من يقول آمنا بالله فاذا اوذى فى الله } اى فى شأنه تعالى بان عذبهم الكفرة على الايمان وهو مجهول آذى يؤذى اذى واذية ولا تقل ايذاء كما فى القاموس والاذى مايصل الى الانسان من ضرر اما فى نفسه اوفى جسمه او فى قنياته دنيويا كان او اخرويا { جعل فتنة الناس } اى مايصيبه من اذيتهم والفتنة الامتحان والاختبار تقول فتنت الذهب اذا ادخلته النار لتظهر جودته من رداءته واطلقت على المحنة لانها سبب نقادة القلب { كعذاب الله } فى الآخرة فى الشدة والهول ويستولى عليه خوف البشرية اذ من لم يكن فى حماية خوف الله وخشيته يفترسه خوف الحق فيساوى بين العذابين فيخاف العاجل الذى هو ساعة ويهمل الآجل الذى هو باق لاينقطع فيرتد عن الدين ولو علم شدة عذاب الله وان لاقدر لعذاب الناس عند عذابه تعالى لما ارتد لو قطع اربا اربا ولماخاف من الناس ومن عذابهم وفى الحديث "من خاف الله خوّف الله منه كل شىء ومن لم يخف الله يخوفه من كل شىء" وقال بعضهم جعل فتنة الناس فى الصرف عن الايمان كعذاب الله فى الصرف عن الكفر: يعنى [ترك ايمان كند ازخوف عذاب خلق جنانكه ترك كفرى بايدكرد ازخوف خداى تعالى] { ولئن جاء نصر من ربك } اى فتح وغنيمة للمؤمنين فالآية مدنية { ليقولن } بضم اللام نظرا الى معنى من كما ان الافراد فيما سبق بالنظر الى لفظهما { انا كنا معكم } اى متابعين لكم فى الدين فاشركونا فى المغنم وهم ناس من ضعفة المسلمين كانوا اذا مسهم اذى من الكفار وافقوهم وكانوا يكتمونه من المسلمين فرد عليهم ذلك بقوله { أوليس الله باعلم بما فى صدور العالمين } اى باعلم منهم بما فى صدورهم من الاخلاص والنفاق حتى يفعلوا مايفعلون من الارتداد والاخفاء وادعاء كونهم منهم لنيل الغنيمة: وبالفارسية [آيانيست خداى تعالى داناتر ازهمه دانايان بآنجه درسينه عالميانست از صفاى اخلاص وكدورت نفاق]