خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ
١١
-العنكبوت

روح البيان في تفسير القرآن

{ وليعلمن الله الذين آمنوا } بالاخلاص { وليعملن المنافقين } سواء كان نفاقهم باذية الكفرة اولا اى ليجزينهم على الايمان والنفاق فان المراد تعلق علمه تعالى بالامتحان تعلقا حاليا يبتنى عليه الجزاء كما سبق فجوهر الايمان والنفاق المودع فى القلب انما يظهر بالصبر او بالتزلزل عند البلاء والمحنة كما ان عيار النقدين يظهر بالنار

بشكل وهيآت انسان زره مروزنهار توان بصبر وتحمل شناخت جوهر مرد
اكرنه باك بود ازبلانخواهد جست وكردر اصل بود باك صبر خواهد كرد

وفى الآية تنبيه لكل مسلم ان يصبر على الاذى فى الله. وحقيقة الايمان نور اذا دخل قلب المؤمن لاتخرجه اذية الخلق بل يزيد بالصبر على اذاهم والتوكل على الله فانه نور حقيقى اصلى ذاته لايتكدر بالعوارض كنور الشمس والقمر فانهما اذا طلعا يزداد نورهما بالارتفاع ولايقدر احد ان يطفىء نورهما وكنور الحجر الشفاف المضيىء بالليل فانه لايقبل الانطفاء مثل الشمعة لان نوره اصلى ونور الشمعة عارضى ثم ان فى المحن والاذى تفاوتا فمن كانت محنته بموت قريب من الناس او فقد حبيب من الخلق او نحوه فحقير قدره وكثير من الناس مثله ومن كانت محنته لله وفى الله فعزيز قدره وقليل مثله وقد كان كفار مكة يؤذون النبى عليه الصلاة والسلام بانواع الاذى فيصبر وقد قال "مااوذى نبى مثل مااوذيت" اى ماصفى نبى مثل ماصفيت لان الاذى سبب لصفوة الباطن وبقدر الوقوف فى البلاء تظهر جواهر الرجال وتصفو من الكدر مرآئى قلوبهم ألا ترى الى ايوب عليه السلام حيث خلص له جوهر نعم العبدية عن معدن الانسانية مدة ايام البلاء والصبر عليه وكذا كانوا يؤذون الاصحاب رضى الله عنهم تؤذى كل قبيلة من اسلم منها وتعذبه وتفتنه عن دينه وذلك بالحبس والضرب والجوع والعطش وغير ذلك حتى ان الواحد منهم مايقدر ان يستوى جالسا من شدة الضرب الذى به و كان ابو جهل ومن يتابعه يحرض على الاذى وكان اذا سمع بان رجلا اسلم له شرف ومنعة جاء اليه ووبخه وقال له ليغلبن رأيك وليضعفن شرفك وان كان تاجرا قال والله لتكسدن تجارتك ويهلك مالك وان كان ضعيفا حرّض على اذاه حتى ان بعض الضعفاء فتن عن دينه ورجع الى الشرك نعوذ بالله تعالى وكان بلال رضى الله عنه ممن يعذب فى الله ولايقول الا احد احد اى الله لاشريك له وهكذا الاقوياء من اهل السعادة ثبتوا على دينهم واختاروا عذاب الدنيا وفضوحها على عذاب الآخرة وفضوحها فان عذاب الآخرة اشد من عذاب الدنيا اضعافا كثيرة ويدل عليه النار فانها جزء من الاجزاء السبعين لنار الآخرة وهى بهذه الحرارة فى الدنيا مع ماغسلت فى بعض انهار الجنة، قال الواسطىرحمه الله لايؤذى فيها الا الانبياء وخواص الاولياء واكابر العباد فالصبر لازم فى موطن الاذى والملام: قال المولى الجامى

عاشق ثابت قدم آنكس بودكز كوى دوست رونكرداند اكر شمشير بارد بر سرش