خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ
١٥
-العنكبوت

روح البيان في تفسير القرآن

{ فانجيناه } اى نوحا من الغرق والابتلاء بمشاق الكفرة { واصحاب السفينة } اى ومن ركب معه فيها من اولاده واتباعه وكانوا ثمانين ذكورا واناثا. قال الكاشفى يعنى [هركه باوى بود از مؤمنان وهرجه در سفينه بود از انواع جانوران] والسفينة من سفنه يسفنه قشره ونحته كانها تسفن الماء اى تقشره فهى فعليه بمعنى فاعلة { وجعلناها } اى السفينة او القصة { آية للعالمين } اى عبرة لمن بعدهم من الا هالى يتعظون بها او دلالة يستدلون بها على قدرة الله. قال ابو الليث فى تفسيره وقد بقيت السفينة على الجودى الى قريب من وقت خروج النبى عليه السلام وبين الطوفان والهجرة الشريفة ثلاثة آلاف وتسعمائة واربع وسبعون سنة على ما فى فتح الرحمن وكان ذلك علامة وعبرة لمن رآها ولمن لم يرها لان الخبر قد بلغه. وقال بعضهم سفينة نوح او سفينة فى الدنيا فابقيت السفن آية وعبرة للخلائق وعلامة من سفينة نوح وهو قوله تعالى { ولقد تركناها آية } ـ روى ـ ان نوحا بعث على رأس الاربعين ودعا قومه تسعمائة وخمسين عاما وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا وذلك من اولاده حام وسام ويافث لانهم لما خرجوا من السفينة ماتوا كلهم الا اولاد نوح كما فى البستان فيكون عمره الفا وخمسين عاما وهو اطول الانبياء عمرا ومن ذلك قيل له كبير الانبياء وشيخ المرسلين وهو اول من تنشق عنه الارض بعد نبينا عليه السلام. قال الكاشفى [ملك الموت بوقت قبض روح ازوى برسيدكه اى درازترين بيغمبران از جهت عمر دنيارا جون يافتى فرمودكه يافتم مانند خانه كه دودر داشته باشد از يكى در آيند واز ديكرى بيرون روند]

كر عمر توعمر نوح ولقمان باشد آخر بروى جنانكه فرمان باشد
در بودن دنيا وبرون رفتن ازو يكروز وهزار سال يكسان باشد

قيل

ألا انما الدنيا كظل سحابة اظلتك يوما ثم عنك اضمحلت
فلاتك فرحانا بها حين اقلبت ولاتك جزعانا بها حين ولت

قال الحسن افضل الناس ثوابا يوم القيامة المؤمن المعمر. وعن عبيد بن خالد رضى الله عنه "ان النبى عليه السلام آخى بين الرجلين فقتل احدهما فى سبيل الله ثم مات الآخر بعده بجمعة او نحوها فصلوا عليه فقال عليه السلام ماقلتم قالوا دعونا الله ان يغفر له ويرحمه ويلحقه بصاحبه فقال عليه السلام فاين صلاته بعد صلاته وعمله بعد عمله او قال صيامه بعد صيامه لما بينهما ابعد مما بين السماء والارض فطوبى لمن طال عمره وحسن عمله" والفيض الحاصل للامة المتقدمة فى المدة المتطاولة حاصل لهذه الامة فى المدة القصيرة لكمال الاستعداد الفطرى فلا ينبغى للمرء ان يتمنى اعمال القرون الاولى فان السبعين عمر طويل والمائة اطول بلى يتمنى كثرة المدد والخلاص من يد النفس الامارة فانه اذا لم تصلح النفس فلا يغنى طول العمر عن قهر الله شيئا وصلاحها باستعمال احكام الشريعة التى اشارت اليها السفينة فكما ان السفينة تنجى راكبها فكذا الشريعة تنجى عاملها وهى دلالة للناس الى يوم القيامة تدل بظاهرها الى طريق الجنة وبباطنها الى طريق القربة والوصلة فبعبارتها نور واشارتها سرور واهل الاشارة مقربون والمتقربون اليهم متخلصون: قال الحافظ

يار مردان خدا باش كه در كشتىء نوح هست خاكى كه بآبى نخرد طوفانرا

فليجدّ من وقع فى طوفان نفسه حتى يجد الخلاص واليه الملجأ والمناص