خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
٣٥
-العنكبوت

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولقد تركنا منها } اى من القرية ومن للتبيين لا للتبعيض لان المتروك الباقى ليس بعض القرية بل كلها { آية بينة } [نشانه روشن] وهى قصتها العجيبة وحكايتها السابقة او آثار ديارها الخربة او الحجارة الممطورة التى على كل واحد منها اسم صاحبها فانها كانت باقية بعدها وادركها اوائل هذه الامة وقيل ظهور الماء الاسود على وجه الارض حين خسف بهم وكان منتنا يتأذى الناس برائحته من مسافة بعيدة { لقوم يعقلون } يستعملون عقولهم فى الاعتبار وهو متعلق اما بتركنا او ببينة وفيه اشارة الى شرف العقل فانه هو الذى يعتبر ويردع الانسان عن الذنب والوقوع فى الخطر: وفى المثنوى

عقل ايمانى جو شحنه عادلست باسبان وحاكم شهر دلست
همجو كربه باشد اوبيدار هوش دزددرسوارخ ماند همجو موش
درهر آنجاكه بر آردموش دست نيست كربه ياكه نقش كربه است
كربه جون شير شير افكن بود عقل ايمانى كه اندرتن بود
غره او حاكم درند كان نعره او مانع جرند كان
شهر بردزدست وبرجامه كنى خواه شحنه باش كوو خواه نى

"وعن انس رضى الله عنه اثنى قوم على رجل عند رسول الله حتى بالغوا فى الثناء بخصال الخير فقال سول الله كيف عقل الرجل فقالوا يارسول الله نخبرك عنه باجتهاده فى العبادة واصناف الخير وتسألنا عن عقله فقال نبى الله عليه السلام ان الاحمق بحمقه اعظم من فجور الفاجر وانما يرتفع العباد غدا فى الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم" قيل كل شىء اذا كثر رخص غير العقل فانه اذا كثر غلا. قال اعرابى لوصور العقل لاظلمت معه الشمس ولو صور الحمق لاضاء معه الليل اى لكان الليل مضيئا بالنسبة اليه مع انه لاضوء فيه من حيث انه ليل: وفى المثنوى

كفت بيغمبر كه احمق هركه هست او عدو ماست غول ورهزن است
هركه او عاقل بود ازجان ماست روح او وريح او ريحان ماست
مائده عقلست نى نان وشوى نور عقلست اى بسر جان راغدى
نيست غير نور آدم را خورش ازجز آن جان نبايد بروش
زين خورشها اندك اندك بازبر زين غداى خربود نى آن حر
تاغداى اصل را قابل شوى لقمهاى نوررا آكل شوى

ثم ان الآية تدل على كمال قدرته على الانجاء والانتقام من الاعداء والله غالب على امره ألا ان حزب الله هم المفلحون وهم الانبياء والاولياء ومن يليهم وعلى ان المعتبر فى باب النجاة والحشر اهل الفلاح والرشاد وهو حبهم وحسن اتباعهم لان الاتصال المعنوى بذلك الاختلاط الصورى فقط ألا يرى الى امرأة لوط وامرأة نوح حيث قيل لهما ادخلا النار مع الداخلين لخياتهما وعدم اطاعتهما وقد نجت بنتا لوط لايمانهما فسبحان من يخرج الحى من الميت