خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
٥٧
-العنكبوت

روح البيان في تفسير القرآن

{ كل نفس } من النفوس سواء كان نفس الانسان او غيرها وهو مبتدأ وجاز الابتداء بالنكرة لما فيها من العموم { ذائقة الموت } اى واجدة مرارة الموت ومتجرعة غصص المفارقة كما يجد الذائق ذوق المذوق وهذا مبنى على ان الذوق يصلح للقليل والكثير كما ذهب اليه الراغب. وقال بعضهم اصل الذوق بالفم فيما يقل تناوله فالمعنى اذا ان النفوس تزهق بملابسة البدن جزأ من الموت. واعلم ان للانسان روحا وجسدا وبخارا لطيفا بينهما هو الروح الحيوانى فمادام هذا البخار باقيا على الوجه الذى يصلح ان يكون علاقة ينهما فالحياة قائمة وعند انطفائه وخروجه عن الصلاحية تزول الحياة ويفارق الروح البدن مفارقة اضطرارية وهو الموت الصورى ولايعرف كيفية ظهور الروح فى البدن ومفارقته له وقت الموت الا اهل الانسلاخ التام { ثم الينا } اى الى حكمنا وجزائنا { ترجعون } من الرجع وهو الرد اى تردون فمن كانت هذه عاقبته ينبغى ان يجتهد فى التزود والاستعداد لها ويرى مهاجرة الوطن سهلة واحتمال الغربة هونا هذا اذا كان الوطن دار الشرك وكذا اذا كان ارض المعاصى والبدع وهو لايقدر على تغييرها والمنع منها فيهاجر الى ارض المطيعين من ارض الله الواسعة

سفر كن جوجاى تو ناخوش بود كزين جاى رفتن بدان ننك نيست
وكرتنك كردد ترا جايكاه خداى جهانرا جهان تنك نيست