خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ يَعلَمُونَ
٦٦
-العنكبوت

روح البيان في تفسير القرآن

{ ليكفروا بما آتيناهم } اللام فيه لام كى اى ليكونوا كافرين بشركهم بما آتينا من نعمة النجات التى حقها ان يشكروها { وليتمتعوا } اى ولينتفعوا باجتماعهم على عبادة الاصنام وتوادهم عليها ويجوز ان تكون لام الامر كليهما ومعناه التهديد والوعيد كما فى اعملوا ماشئتم { فسوف يعلمون } اى عاقبة ذلك وغائلته حين يرون العذاب
وفى التأويلات وبقوله
{ فاذا ركبوا فى الفلك } يشير الى ان الاخلاص تفريغ القلب من كل ما سوى الله والثقة بان لانفع ولاضرر الا منه وهذا لايحصل الا عند نزول البلاء والوقوع فى معرض التلف وورطة الهلاك ولهذا وكل بالانبياء والاولياء لتخليص الجوهر الانسانى القابل للفيض الالهى من قيد التعلقات بالكونيين والرجوع الى حضرة المكوّن فان الرجوع اليها مركووز فى الجوهر الانسان لو خلى وطبعه لقوله { ان الى ربك الرجعى } فالفرق بين اخلاص المؤمن واخلاص الكافر بان يكون اخلاص المؤمن مؤيدا بالتأييد الالهى وانه قد عبدالله مخلصا فى الرخاء قبل نزول البلاء فنال درجة الاخلاص المؤيد من الله بالسر الذى قال تعالى "الاخلاص سر بينى وبين عبدى لايسعه فيه ملك مقرب ولانبى مرسل" فلا يتغير فى الشدة والرخاء ولا فى السخط والرضى واخلاص الكافر اخلاص طبيعى قد حصل له عند نزول البلاء وخوف الهلاك بالرجوع الطبيعى غير مؤيد بالتأييد الالهى عند خمود التعلقات كرا كبى الفلك { دعوا الله مخلصين له الدين } دعاء اضطراريا فاجابهم من يجيب المضطر بالنجاة من ورطة الهلاك { فلما نجاهم الى البر } وزال الخوف والاضطرار عاد الميشوم الى طبعه { اذاهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم } اى ليكون حاصل امرهم من شقاوتهم ان يكفروا بنعمة الله ليستوجبو العذاب الشديد { وليتمتعوا } اياما قلائل { فسوف يعلمون } ان عاقبة امرهم دوام العقوبة الى الابد انتهى: قال الشيخ سعدى

ره راست بايد نه بالاى راست كه كافر هم ازورى صورت جوماست
ترا آنكه جشم ودهان داد ووكش اكر عاقلى در خلافش مكوش
مكان كردن از شكر منعم مبيج كه روز بسين سر بر آرى بهيج

قال الشيخ الشهير بزروق الفاسى فى شرح جزب البحر اما حكم ركوب البحر من حيث هو فلا خلاف اليوم فى جوازه وان اختلف فيه نظرا لمشقته فهوممنوع فى احوال خمسة. اولها اذا ادى لترك الفرائض اونقصها فقد قال مالك للذى يميد فلا يصلى الراكب حيث لا يصلى ويل لمن ترك الصلاة. والثانى اذا كان مخوفا بارتجاجه من الغرق فيه فانه لايجوز ركوبه لانه من الالقاء الى التهلكة قالوا وذلك من دخول الشمس العقرب الى آخر الشتاء. والثالث اذا خيف فيه الاسر واستهلاك العدو فى النفس والمال لايجوز ركوبه بخلاف مااذا كان معه امن والحكم للمسلمين لقوة يدهم واخذ رهائنهم ومافى معنى ذلك. والرابع اذا ادى ركوبه الى الدخول تحت احكامهم والتذلل لهم ومشاهدة منكرهم مع الامن على النفس والمال بالاستئمان منهم وهذه حالة المسلمين اليوم فى الركوب مع اهل الطرائد ونحوهم وقد اجراها بعض الشيوخ على مسألة التجارة لارض الحرب ومشهور المذهب فيها الكراهة وهى من قبيل الجائز وعليه يفهم ركوب ائمة العلماء والصلحاء معهم فى ذلك وكأنهم استخفوا الكراهة فى مقابلة تحصيل الواجب الذى هو الحج ومافى معناه. والخامس اذا خيف بركوبه عورة كركوب المرأة فى مركب صغير لايقع لها فيه سترها فقد منع مالك ذلك حتى حجها الا ان يختص بموضع ومركب كبير على المشهور. ومن اوراد البحر "الحى القيوم" ويقول عند ركوب السفينة { بسم الله مجراها ومرساها ان ربى لغفور رحيم } } { { وماقدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } فانه امان من الغرق