خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
٧٤
-آل عمران

روح البيان في تفسير القرآن

{ يختص برحمته } اي يجعل رحمته مقصورة على { من يشاء والله ذو الفضل العظيم } كلاهما تذييل لما قبله مقر لمضمونه.
والاشارة فى تحقيق الآيات ان الحسد وان كان مركوزا فى جبلة الانسان ولكن له اختصاص بعالم يتعلم العلم ليمارى به السفهاء ويباهى به العلماء ويجعله وسيلة لجمع المال وحصول الجاه والقبول عند ارباب الدنيا فيحسد على كل عالم آتاه الله كلمة فهو ينشرها ويفيد الخلق كما قال عليه السلام
"لا حسد الا فى اثنين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكه فى حق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضى بها ويعلمها" .
اى لا حسد كحسد الحاسد على هذين الرجلين وكان حسد احبار اليهود على النبى عليه السلام من هذا القبيل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ستة يدخلون النار قبل الحساب قيل يا رسول الله من هم قال الامراء من بعدى بالجور والعرب بالعصية والدهاقين بالكبر والتجار بالخيانة واهل الرستاق بالجهل واهل العلم بالحسد" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثلاث هن اصل كل خطيئة فاتقوهن واحذروهن اياكم والكبر فان ابليس حمله الكبر على ان لا يسجد لآدم" قال المولى الجامى

لاف بى كبرى مزن كان ازنشان باى مور درشب تاريك برسنك سيه بنهان ترست
وزدرون كردن برون انرامكير آسان كزان كوه راكندن بسوزن اززمين آسان ترست

"واياكم والحرص فان آدم حمله الحرص على ان اكل من الشجرة" .
وقال ايضا

درهر دلى كه عزقناعت نهاد باى ازهرجه بود حرص وطمع را ببست دست
هرجاكه عرضه كرد قناعت متاع حويش بازار حرص ومعركه آزرا شكست

"واياكم والحسد فان ابنى أدم انما قتل احدهما صاحبه حسدا" .
قال الشيخ السعدى

توانم انكه نيازام اندرون كسى حسود راجه كنم كوز خود برنج درست
بميرتابرهى اى حسود كين رنجيست كه ازمشقت ان جزبمرك نتوان رست

وقال الاصمعى رأيت اعرابيا اتى عليه مائة وعشرون سنة فقلت ما طول عمرك فقال تركت الحسد فبقيت وفى بعض الآثار ان فى السماء الخامسة ملكا يمر به عمل عبد له ضوء كضوء الشمس فيقول قف فانا ملك الحسد اضربوا به وجه صاحبه فانه حاسد. وقيل من علامات الحاسد ان يتملق اذا شهد ويغتاب اذا غاب ويشمت بالمصيبة اذا نزلت وانشدوا

واذا اراد الله نشر فضيلة طويت اتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عرف العود

فالحسد من الاخلاق المذمومة للنفس فلا بد من ازالته عنها بكثرة التوحيد والاذكار ورؤية الآثار من الله الجبار فان تباين مقامات افراد الانسان فى العلم والعمل والخلق وسائر الصفات الفاضلة رحمة لهم ولم يكن ذلك الا بتقدير العزيز العليم فى الازل فالحاسد يسفه الحق سبحانه وانه انعم على من لا يستحق تعالى الله عما يقول الظالمون وقد ذم الله الحاسدين فى كتابه قال تعالى { { أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله } [النساء: 54].
واما الغبطة فهى محمودة نسأل الله ان يحلينا بالصفات الشريفة والاخلاق اللطيفة ويخلينا من الرذائل النفسية آمين يا رب العالمين.