روح البيان في تفسير القرآن
{ واذا مس الناس } [وجون برسد آدميان يعنى مشر كان مكة را] { ضر } سوء حال من الجوع والقحط واحتباس المطر والمرض والفقر وغير ذلك من انواع البلاء.
قال فى المفردات المس يقال فى كل ما ينال الانسان من اذى { دعوا ربهم } حال كونهم { منيبين اليه } راجعين اليه من دعاء غيره لعلمهم انه لا فرج عند الاصنام ولا يقدر على كشف ذلك عنهم غير الله { ثم اذا اذاقهم } [بس جون بجشاند ايشانرا] { منه } من عنده { رحمة } خلاصا وعافية من الضر النازل بهم وذلك بالسعة والغنى والصحة ونحوها { اذا فريق منهم بربهم يشركون } اى فاجأ فريق منهم بالعود الى الاشراك بربهم الذى عافاهم: وبالفارسية [آنكاه كروهى ازيشان بيروردكار خود شرك آرند يعنى در مقابلة نجات ازبلا جنين عمل كنند] وتخصيص هذا الفعل ببعضهم لما ان بعضهم ليسوا كذلك كما فى قوله تعالى { { فلما نجاهم الى البر فمنهم مقتصد } اى مقيم على الطريق القصد او متوسط فى الكفر لا نزجاره فى الجملة { ليكفروا بما آتيناهم } اللام فيه للعاقبة والمراد بالموصول نعمة الخلاص والعافية { فتمتعوا } اى بكفركم قليلا الى وقت آجالكم وهو التفات من الغيبة الى الخطاب.
وفى كشف الاسرار [كوى برخوريد وروزكار فراسر بريد] وقال الكاشفى: يعنى [اى كافران برخوريد دوسه روز از نعمتهاى دينوى] { فسوف تعلمون } عاقبة تمتعكم فى الآخرة وهى العقوبة.
وفي التأويلات النجمية يشير الى طبيعة الانسان انها ممزوجة من هداية الروح واطاعته ومن ضلالة النفس وعصيانها وتمردها فالناس اذا اظلتهم المحنة ونالتهم الفتنة ومستهم البلية انكسرت نفوسهم وسكنت دواعيها وتخلصت ارواحهم من اسر ظلمة شهواتها ورجعت على وفق طبعها المجبولة عليه الى الحضرة ورجعت النفوس ايضا بموافقة الارواح على خلاف طباعها مضطرين فى دفع البلية الى الله مستغيثين بلطفه مستجيرين من محنهم مستكشفين للضر فاذا جاد عليهم بكشف ما نالهم ونظر اليهم باللطف فيما اصابهم { اذا فريق منهم } وهم النفوس المتمردة يعودون الى عادتهم المذمومة وطبيعتهم الدنيئة وكفران النعمة { ليكفروا بما آتيناهم } من النعمة والرحمة ثم هدّدهم بقوله { فتمتعوا فسوت تعلمون } جزاء ما تعملون على وفق طباعكم اتباعا لهواكم.