خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ ٱلأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ
٤
-الروم

روح البيان في تفسير القرآن

{ في بضع سنين } البضع بالفتح قطع اللحم وبالكسر المنقطع عن العشرة ويقال ذلك لما بين الثلاث الى العشر وقيل بل هو فوق الخمس دون العشر.
وفي القاموس ما بين الثلاث الى التسع.
وفي كشف الاسرار البضع اسم للثلاث والخمس والسبع والتسع.
وفي تفسير المناسبات وذلك من ادنى العدد لانه في المرتبة الاولى وهو مرتبة الآحاد وعبر بالبضع ولم يعين ابقاء للعباد في ربقة نوع من الجهل تعجيز الهم انتهى [كفته اندكه ملك فارس يعني خسرو برويز شهريار وفرخان راكه دواميروى بودند ودوبرادر بالشكر كران فرستاد وملك روم يعنى هرقل جون خبر يافت ازتوجه عسكر فارس خنس نام اميراش مهتر كرد برلشكر خويش وفرستاد هردوا لشكر بازرعات بهم رسيدند] وهي ادنى الشام الى ارض العرب والعجم فغلب الفرس على الروم واخذوا من ايديهم بعض بلادهم وبلغ الخبر مكة ففرح المشركون وشمتوا بالمسلمين وقالوا انتم والنصارى اهل كتاب ونحن فارس اميون لان فارس كانوا مجوساً وقد ظهر اخواننا على اخوانكم فلنظهرن عليكم فشق ذلك على المسلمين واغتموا فانزل الله الاية واخبر ان الامر يكون على غير مازعموا فقال ابو بكر رضى الله عنه للمشركين لا يقرّنّ الله اعينكم فوالله ليظهرن الروم على فارس بعد سنين فقال ابىّ بن خلف اللعين كذبت اجعل بيننا اجلا انا حبك عليه والمناحبه المخاطرة فناحبه على عشرة ناقة شابة من كل واحد منهما: يعني [ضمان ازيكديكر بستند هرآن يكى كه راست كوى بودآن ده شتر بستاند ازان ديكر] وجعلا الاجل ثلاث سنين فاخبر ابو بكر رضى الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال البضع ما بين الثلاث الى التسع فزايده في الخطر وماده في الاجل فجعلاهما مائة ناقة الى تسع سنين فلما خشى ابى ان يخرج ابو بكر مهاجرا الى المدينة اتاه فلزمه فكفل له عبد الرحمن ابن ابى بكر رضى الله عنهما فلما اراد ابى ان يخرج الى احد اتاه محمد بن ابى بكر رضى الله عنهما ولزمه فاعطاه كفيلا ثم خرج الى احد ومات ابى من جرح برمح رسول الله بعد قفوله اى رجوعه من احد وظهرت الروم على فارس عند رأس سبع سنين [وآن جنان بودكه جون جون شهريار وفرخان بر بعضى بلاد روم مستولى كشتند برويز بغمازئ ارباب غرض بردو برادر متغير كشت وخواستند كه يكى را بدست ديكر هلاك كند وهردو بر صورت حال واقف شده كيفيت بقيصر روم عرضه كردند ودين ترسابى اختيار نمودند سبهدار لشكر روم شدند وفار سيانرا مغلوب ساخته بعضى ازبلاد ايشان بكر فتند وشهر ستان روميه آنكه بنا كرند] ووقع ذلك يوم الحديبية.
وفي الوسيط فجاءه جبريل بهزيمة فارس وظهور الروم عليهم ووافق ذلك يوم بدر انتهى واخذ ابو بكر الخطر من ورثة ابى فجاء به رسول الله فقال تصدق به [ابو بكر رضى الله عنه آن همه بصدقه بداد بفرمان رسول] وكان ذلك قبلت تحريم القمار بقوله تعالى
{ { انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه } والقمار ان يشترط احد المتلاعبين في اللعب اخذ شيء من صاحبه ان غلب عليه والتفصيل في كراهية الفقه.
والاية من دلائل النبوة لانها اخبار عن الغيب.
ثم ان القرآءة المذكور هي القرآة المشهورة.
ويجوز ان يكون غلبت على البناء للفاعل على ان الضمير لفارس والروم مفعوله اي غلبت فارس الروم وهم اى فارس من بعد غلبهم للروم سيغلبون على البناء للمفعول اى يكونون مغلوبين في ايدى الروم ويجوز ان يكون الروم فاعل غلبت على البناء للفاعل اي غلبت الروم اهل فارس وهم اى الروم بعد غلبهم سيلغبون على المجهول اى يكونون مغلوبين في ايدى المسلمين فكان ذلك في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غلبهم على بلاد الشام واستخرج بيت المقدس لما فتح على يد عمر رضي الله عنه في سنة خمس عشرة اوست عشرة من الهجرة واستمر بايدى المسلمين اربعمائة سنة وسبعا وسبعين سنة ثم تغلب عليه الفرنج واستولوا عليه في شعبان سنة اثنتين وتسعين واربعمائة من الهجرة واستمر بايديهم احدى وتسعين سنة الى ان فتحه الله على يد الناصر صلاح الدين يوسف بن ايوب في يوم الجمعة سابع عشر رجب سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فامتدحه القاضى محيى الدين بن البركى قاضى دمشق بقصيدة منها.

فتوحكم حلبا بالسيف في صفر مبشر بفتوح القدس فى رجب

فكان كما قال وفتح القدس في رجب كما تقدم فقيل له من اين لك هذا فقال اخذته من تفسير ابن مرجان في قوله تعالى { { الم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين } وكان الامام ابو الحكم بن مرجان الاندلسى قد صنف تفسيره المذكور فى سنة عشرين وخمسمائة وبيت المقدس يومئذ بيد الافرنج لعنهم الله تعالى واستخرج الشيخ سعد الدين الحموى من قوله تعالى { { في ادنى الارض } مغلوبية الروم سنة ثمانمائة فغلب تيمور على الروم.
يقول الفقير لا يزال ظهور الغالبية او المغلوبية في البضع سواء كان باعتبار المآت او اعتبار الآحاد وقد غلب اهل الاسلام مرة في تسع وثمانين بعد الالف على ما اشار اليه ادنى الارض يقال ما من حادثة الا اليها اشارة في كتاب الله بطريق علم الحروف ولا تنكشف الا لاهله قال على كرم الله وجهه.

العلم بالحرف سر الله يدركه من كان بالكشف والتحقيق متصفا

{ لله } وحده { الامر من قبل ومن بعد } اى في اول الوقتين وفي آخرهما حين غلبوا وحين يغلبون كأنه قيل من قبل كونهم غالبين. وهو وقت كونهم مغلوبين ومن بعد كونهم مغلوبين وهو وقت كونهم غالبين. والمعنى ان كلا من كونهم مغلبين اولا وغالبين آخرا ليس الامر الا بامر الله وقضائه وتلك الايام نداولها بين الناس { ويومئذ } اي يوم اذيغلب الروم على فارس ويحل ما وعده الله تعالى من غلبتهم { يفرح المؤمنون } [شاد خواهند شدن مؤمنان].
قال الراغب الفرح انشراح الصدر بلذة عاجلة واكثر ما يكون ذلك فى اللذات البدنية الدنيوية ولم يرخص في الفرح الا فى قوله فبذلك فليفر حوا وقوله ويومئذ يفرح المؤمنون.