خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ
٢٦
-لقمان

روح البيان في تفسير القرآن

{ لله ما فى السموات والارض } فلا يستحق العبادة فيهما غيره { ان الله هو الغنى } بذاته وصفاته قبل خلق السموات والارض وبعده لا حاجة به فى وجوده وكماله الذاتى الى شئ اصلا وكلمة هو للحصر اى هو الغنى وحده وليس معه غنى آخر دليله قوله { والله الغنى وانتم الفقراء } { الحميد } المحمود فى ذاته وصفاته وان لم يكن حامد فهو الحامد لنفسه

اى غنى درذات خود ازما سواى خويشتن خود توميكويى بحمد خود ثناى خويشتن

وفى الاربعين الادريسية يا حميد الفعال ذا المنّ على جميع خلقه بلطفه.
قال السهروردىرحمه الله من داوم على هذا الذكر يحصل له من الاموال ما لا يمكن ضبطه.
وفى الآيات امور.
منها ان التفويض والتوكل واخلاص القصد والاعراض عما سوى الله والاقبال على الله بالتوحيد والطاعة من موجبات حسن العاقبة وهى الجنة والقربة والوصلة كما ان الكفر والشرك والرياء والسمعة من اسباب سوء العاقبة وهى النار والعذاب الغليظ والفرقة والقطيعة: قال الشيخ العطار قد سره

زر وسيم وقبول كار وبارت نيايد دردم آخر بكارت
اكر اخلاص باشد آن زمانت بكار آيد وكرنه واى جانت

وفى البستان

شنيدم كه نا بالغى روزه داشت بصد محنت آورد روزى بجاشت
بدر ديده بوسيد وما درسرش فشاندند بادام وزر برسرش
جو بروى كذر كرديك نيم روز فتاد اندر روز آتش معده سوز
بدل كفت اكر لقمه جندى خورم جه داند بدر غيب يا مادرم
جو روى بسر دربدر بود وقوم نهان خورد وبيدا بسر برد صوم
بس اين بير ازان طفل ناد انترست كه ازبهر مردم بطاعت درست

فالتمسك باحكام الدين هى العروة الوثقى لاهل اليقين فانها لا تنفصم بخلاف سائر العرى.
ومنها ان ليس لعمر الدنيا بقاء بل هى ساعة من الساعات.
فعلى العاقل ان لا يغتر بالتمتع القليل بل يتأهب لليوم الطويل

دريغا كه بكذشت عمر عزيز بخواهد كذشت اين دمى جندنيز
كنون وقت تخمست اكر برورى كر اميد دارى كه خرمن برى

ومنها ان الله تعالى قدر المقادير ودبر الامور فالكل يجرى فى الافعال والاحوال على قضائه وقدره وليس على الناصح الا التبليغ دون الجبر والحزن على عدم القبول فان الحجر لا يصير مرآة بالصيقل

توان باك كردن ززنك آينه وليكن نيايد زسنك آينه

ومنها ان عدم الجريان بموجب العلم من الجهل فى الحقيقة

كر همه علم عالمت باشد بى عمل مدعى وكذابى

ومنها ان الله تعالى خلق الخلق ليربحوا عليه لا ليربح عليهم فمنفعة الطاعات والعبادات راجعة الى العباد لا الى الله تعالى اذهو غنى عن العالمين لا ينتفع بطاعاتهم ولا يتضرر بمعاصيهم فهو يمنّ عليهم ان هداهم للايمان والطاعات وليس لهم ان يمنوا عليه باسلامهم جعلنا الله واياكم من عباد المخلصين وحفظنا فى حصنه الحصين من عونه وتوفيقه الرصين