خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَاطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ
٣٠
-لقمان

روح البيان في تفسير القرآن

{ ذلك } المذكور من سعة العلم وشمول القدرة وعجائب الصنع واختصاص البارى بها { بان الله } اى بسبب ان الله تعالى { هو الحق } الهيته فقط { وان ما يدعون } يعبدون { من دونه } تعالى من الاصنام { الباطل } الهيته لا يقدر على شئ من ذلك فليس فى عبادته نفع اصلا والتصريح بذلك مع ان الدلالة على اختصاص حقية الهيته به تعالى مستتبعة للدلالة على بطلان الهية ما عداه لا براز كمال الاعتناء بامر التوحيد { وان الله هو العلى } المرتفع عن كل شئ { الكبير } المتسلط عليه يحتقر كل فى جنب كبريائه. قال فى شرح ضرب البحر من علم انه العلى الذى ارتفع فوق كل شئ علوه مكانة وجلالا يرفع همته اليه ولا يختار سواه ويحب معالى الامور ويكره سفسافها.
وعن على رضى الله عنه علو الهمة من الايمان: قال الحافظ

همايى جون توعالى قدر وحرص استخوان حيفست دريغا سايه همت كه برنا اهل افكندى

ومن عرف كبرياءه ونسى كبرياء نفسه تعلق بعروة التواضع والانصاف ولزم حفظ الحرمة.
وفى الاربعين الادريسية يا كبير انت الذى لا تهتدى العقول لوصف عظمته.
قال السهروردى اذا اكثر منه المديان ادى دينه واتسع رزقه وان ذكره معزول عن رتبة سبعة ايام كل يوم الفا وهو صائم فانه يرجع الى مرتبته ولو كان ملكا ثم فى قوله { وان ما يدعون من دونه الباطل } اشارة الى ان كل ما يطلب من دونه تعالى هو الباطل فلا بد من تركه بالاختيار قبل الفوت بالاضطرار ومن المبادرة الى طلب العلى الكبير قبل فوات الفرصة

مكن عمر ضايع بافسوس وحيف كه فرصت عزيزاست والوقت سيف
نكه دار فرصت كه عالم دميست دمى بيش دانا به از عالميست

نسأل الله التدارك